أيده الله بنور منه ومن عجز عن توحيد نفسه كيف يقدر على توحيد ربه والذي وصل إلينا من القدماء في هذه المسألة انهم لما فرقوا أصناف الافعال على أصناف القوى ونسبوا كل واحد منها إلى قوه أخرى احتاجوا إلى بيان ان في جملتها شئ كالأصل والمبدء وان سائر القوى كالتوابع والفروع.
ولنذكر المذاهب المنقولة في هذا الباب ودليل كل فريق فذهب بعضهم إلى أن النفس واحده وهم على قسمين.
فمنهم من قال إن النفس تفعل الأفاعيل بذاتها لكن بواسطة آلات مختلفه يصدر عن كل قوه خاصه فعل خاص منها وهو مذهب الشيخ الرئيس ومن في طبقته.
ومنهم من قال إن النفس (1) ليست بواحده ولكن في البدن نفوس عدة بعضها حساسة وبعضها مفكرة وبعضها شهوانية وبعضها غضبية.
اما المنكرون لوحده النفس فقد احتجوا بما سبق ذكره من انا نجد النبات وله النفس الغذائية والحيوانات ولها النفس الغذائية والحساسة دون المفكرة والعقلية فلما رأينا النفس النباتية موجودة مع عدم النفس الحساسة والحساسة موجودة مع عدم النفس الناطقة علمنا أنها متغايرة إذ لو كانت واحده لامتنع حصول واحد منها الا عند حصول كلها بالاسم ولما ثبت تغايرها واستغناء بعضها عن بعض ثم رأيناها مجتمعه في الانسان علمنا أنها نفوس متغايرة متعلقه ببدن واحد.
وهذا الاحتجاج ردى فان كثيرا من الأنواع (2) البسيطة كالسواد قد يوجد