الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ١٦٣
بالتدريج وهي أيضا تدريجية الوجود حدوثا وكمالا والأخرويات أمور دفعية الوجود حدوثا وكمالا وان افراد الأنواع وأشخاص الطبائع المتكثرة الاعداد لا يوجد جميعها دفعه واحده في آن بل بعضها يوجد قبل وبعضها بعد على سبيل التوالد أو التولد وما لم تنعدم أمه لا توجد أمه أخرى كما قال تعالى لكل أمه اجل فإذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون بخلاف وجود الصور الأخروية وأشخاصها المنشأة لا على وجه التولد والتوالد قل ان الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم لان وجوده انما يقع دفعه واحده بإذن الله في نفخ إسرافيل أرواحهم في صور أجسادهم الكائنة من تلك الأرواح فإنما هي نفخه (1) واحده فإذا هم بالساحرة فصل (8) في اختلاف مذاهب الناس في باب المعاد ان من الأوهام العامية والآراء الجاهلية رأى من ذهب إلى استحالة حشر النفوس

(1) النفخة نفختان نفخه تطفى النار ونفخة تشعلها وهذه الأبدان الطبيعية كأحطاب وأخشاب مشتعلة بنار هي نور الله تعالى ففي القيامة الكبرى تطفى هذه النار دفعه واحده وتشعل أحطاب أخرى هي الصور الصرفة الأخروية التي أجسادهم القائمة بتلك الأرواح بنار هي تلك الأرواح فإذا نظرت طولا رأيت تارة نيران الأنوار الاسفهبدية متشبثة بهذه الصور المادية وتارة أخرى متشبثة بالصور الصرفة الأخروية وهذا بوجه كتشبث الأرواح كلها في النهار بالأبدان الطبيعية عند اليقظة وفي الليل عند النوم بالأشباح المثالية كما قال تعالى الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى ويرشدك إلى المطلوب ارجاع الأناسي بل الحيوانات جميعا إلى أصلها القابلي الذي هو العناصر فان كل مولود أصله هذه العناصر ولا حياه ولا علم ولا قدره ولا غيرها من الكمالات فيها بل الكمالات فيها طوارئ وعواري ولا بد يوما ان يرد الودائع وحين التلبس والتنور انظر إلى أخواتها العطلاء وتصور أمواتها الشوهاء تعرف مبدئها س ره
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست