والقصور من كل الوجوه وكذلك في الثواني العقلية والمقامات القدسية والسرادقات الكبريائية لانجبار نقائصها المعلولية بوصولها إلى تمامه العلى وكمالها الوجوبي فلم تبق فيها شائبة قصور امكاني أو فقر نقصاني في نفس الامر لأنها قد انجبرت بالكمال القيومي والتسلط الاشراقي ولهذا يقال لها الكلمات التامات وبعد مراتبهم مراتب الموجودات الناقصة التي يشوبها اعدام خارجية وهي الحرية بان يسمى بما سوى الله ولا يخلو شئ منها ما دام كونها التجددي من نقص وجودي وعدم زماني وآخر الدرجات الوجودية نقصانا وقصورا هي الأجسام الطبيعية وهي مع أنها من حيث حصتها من الوجود عين العلم والقدرة والحياة الا انها لما انتشرت وتفرقت في الأقطار المكانية والجهات المادية وتباعدت اجزاؤها في الامتدادات الزمانيي وتعانقت مع الاعدام وامتزجت بالظلمات فغابت عن أنفسها بلا حضور ونسيت ذواتها بلا شعور وغرقت في بحر الهيولى ولن تقدر على التذكر بفقدان الجمعية الحضورية عنها في تفرقه هذا الكون المادي لغيبتها عن ذاتها ومفارقتها من حيزها الأصلي ومقامها الجمعي وموطنها النوري لكنها مع ذلك لكونها بوجودها الضعيف ونورها القليل من حقيقة الوجود وسنخ النور قابله لان تقبل عن عناية الله وامداد فيضه ضربا من الحياة وقسطا من النور ليتخلص من تسلط العدم وقهر الظلمات ولا يلتحق بالعدم الصرف والهلاك البحت وينطلق من قيد الظلمات الفاشية والحجب الغاشية والقبور الداثرة فأول كسوة صوره ألبستها الرحمة الأزلية هي الصورة الممسكة (1) لها عن التفرق والسيلان ثم الحافظة لتركيبها عن المفسد المضاد ثم المواتية لها ما يقويها ويعديها من الخارج بدلا عما ينقص منها بالتحليل ومكملها بما يزيدها في الاعظام والأحجام التي يتم بها كمالها الشخصي ثم المديمة لبقائها بتوليد أمثالها ثم العناية الإلهية عاطفة على المواد بعد هذا الامداد بالهداية لصورها إلى سبيل القرب والاتحاد بتلاحق الاستعداد شيئا فشيئا إلى أن ترجع إلى عالم المعاد ورتبه العقل المستفاد فهذا أصل.
ثم تذكر وتدبر فيما أشرنا إليه سابقا من أن الأجسام كلها قابله للحياة الأشرف