المهالك قبل فناء أعمارها وانقضاء آجالها ولهلكت في أسرع مده قبل تحصيل نشأة كمالية برزخية (1) وتعمير الباطن وذلك ينافي المصلحة الإلهية والحكمة الكلية في ايجادها وليس الامر في الآلام والأوجاع المودعة في الحيوانات كما ظنه قوم من التناسخية من أنها من باب العقوبة لها بل لما ذكرناه فصل (13) في الإشارة إلى حشر جميع الموجودات حتى الجماد والنبات إلى الله تعالى كما يدل عليه الآيات القرآنية اعلم أن الممكنات كما مر على طبقات أوليها المفارقات العقلية وهي صور علم الله وثانيها هي الأرواح المدبرة تدبيرا كليا للأجرام العلوية والسفلية المتعلقة بها ضربا من التعلق.
وثالثها الأرواح المدبرة تدبيرا جزئيا والنفوس الخيالية المتعلقة بالأجسام السفلية البخارية والدخانية أو النارية منها وضرب من الجن والشياطين.
ورابعها هي النفوس النباتية.
وخامسها الطبائع السارية في الأجسام المنقسمة بانقسامها.
وسادسها الأجسام الهيولوية وهي الغاية في الخسة والبعد عن المبدء الأول وجميعها محشورة إليه تعالى ونحن بصدد اثبات هذا المطلب اجمالا وتفصيلا بتوفيق ربنا الاعلى.
فنقول اما الوجه الاجمالي فهو كما مر انه تعالى لم يخلق شيئا الا لغاية وما