الهيولى الأولى (1) العنصرية واحده في ذاتها كثيره الأنواع بحسب ما يخرج من القوة إلى الفعل في هذا الوجود الطبيعي ولا منافاة بين وحدتها وكثرتها من جهتين فكذا حال (2) النفس وبالجملة الانسان نوع طبيعي مركب من مادة عنصرية ذي مزاج معتدل بشرى ومن صوره كمالية هي نفس متعلقه به حافظه لمزاجه وفاعله لافعال وأعمال يخصه وله ماهية نوعية محصله من جنس قريب مأخوذ من مادته وفصل قريب مأخوذ من صورته التي هي نفسه وهي كماله الأول لجسمه الطبيعي من جهة ما يفعل الأفاعيل الخاصة به ويدرك أوائل الكليات فالنفوس الانسانية بحسب هذا الوجود وهذه النشأة مندرجة تحت نوع واحد حقيقي من هذه الجهة كلها متماثلة لكنها بحسب هذا الوجود قابله لهيئات وملكات نفسانية يخرج لها من القوة إلى الفعل في وجود آخر من جهة أفعال وأعمال مختلفه تصدر منها في هذا الوجود كل صنف منها يناسب نوعا آخر من تلك الهيئات الباطنة فإذا تمكنت تلك الهيئات المختلفة في افراد النفوس خرجت النفوس فيها من القوة إلى الفعل واتحدت بها فتصورت بصوره أخرى ووجدت بها وجودا آخر غير هذا الوجود في نشأة ثانية وهي لا محاله تصير أنواعا مختلفه وحقائق متخالفة ويتصور بصور ملكية أو شيطانية أو بهيمية أو سبعية متخالفة الاشكال والهيئات في تلك النشأة لا في هذه النشأة الدنياوية لاستحالة التناسخ كما مر تقريره.
وهذا المذهب أي كون النفوس الانسانية في أوائل فطرتها من نوع وصيرورتها في الفطرة الثانية أنواعا وأجناسا كثيره وان لم يكن مشهورا من أحد من الحكماء لكنه ما ألهمنا الله تعالى وساق إليه البرهان ويصدقه القرآن كقوله تعالى كان