وانحصارها بعد موت البدن في تلك الهيئات المكتفنة فهي ما بين الموت والبعث بمنزله الجنين أو النائم لم تقو قواها ومشاعرها لادراك المدركات الآخرة فإذا جاء وقت القيام انبعث الانسان من هذا الانغمار قادما إلى الله تعالى متوجها إلى الحضرة الإلهية اما مطلقا حرا عن قيد التعلقات واسر الشهوات فرحانا بذاته مسرورا بلقائه تعالى ومن أحب لقاء الله أحب الله لقائه واما مقبوضا مأسورا بأيدي الزاجرات القاسرات كارها للقائه تعالى ومن كره لقاء الله كره لقائه فصل (9) في الحشر (1) قد سبق ان الانسان نوع واحد متفق الافراد في هذا العالم واما في النشأة الآخرة فأنواعه متكثرة كثره لا تحصى لان صورته النفسانية هي مادة قابله لصورة أخروية شتى بحسب هيئات وملكات مكتسبه ألبسها الله يوم الآخرة بصور تناسبها فيحشر إليها وبها كما قال تعالى يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا فحشر الخلائق مختلفه الأنحاء حسب الأعمال والملكات والآراء فلقوم على سبيل الوفود يوم يحشر المتقين إلى الرحمان وفدا ولقوم على سبيل التعذيب ويوم يحشر أعداء الله إلى النار ولقوم كما قال تعالى ونحشره يوم القيامة أعمى ولقوم كما قال ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ولقوم إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ولقوم على سبيل التعظيم والتكريم كقوله سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقوله ادخلوها بسلام آمنين ولقوم وهم الأسارى كما قال تعالى خذوه فغلوه ثم الجحيم
(٢٢٥)