وسعادتها الدائمة لأنها المنفوخة من روح الله وليست هي موجودة في أكثر الناس واما الحيوانية فلا يخلو منها انسان سواء كان سعيدا وهي سليمه مطيعة ذلولة أو كان شقيا فهي عاصية جموحه فالمطيعة تنسرح يوم الآخرة في رياض الجنة ومراتعها والعاصية تعاقب وتعذب حتى تصير منقادة واما الأعضاء والجوارح فما عندها الا النعيم الدائم في جهنم مثل ما هي الخزنة عليه من كونها مسبحة لله تمجده مطيعة دائما لما يقوم بها أو يقام عليها من الافعال كما في الدنيا فيتخيل الانسان ان العضو يتألم ويتأذى لاحساسه في نفسه بالألم وليس كما توهمه انما هو المتألم المتأذي بما يحمله إليه حاسه الجارحة من صوره ما يكرهه ألا ترى المريض إذا نام وهو حي والحس عنده موجود والجرح الذي يتألم منه في يقظته حاصل في العضو ومع هذا لا يجد ألما لان الواجد للألم قد صرف وجهه عن عالم الشهادة إلى عالم البرزخ فما عنده خبر فإذا استيقظ المريض ورجع إلى عالم الشهادة ونزل إلى منزل الحواس قامت به الأوجاع والآلام فان بقي في البرزخ على ما يكون عليه اما في رؤيا مفزعة وصوره مؤلمة فيتألم أو في رؤيا حسنه وصوره ملذة فيتنعم فينتقل معه النعيم أو الألم حيث انتقل وهكذا حاله في الآخرة فتنبه لما قلناه وتبصر بما نورناه فصل (31) في الإشارة إلى الزبانية وعددها قال تعالى عليها تسعه عشر وما جعلنا أصحاب النار الا ملائكة وما جعلنا عدتهم الا فتنه للذين كفروا الآية اعلم أن لله سبحانه ملائكة عماله باذنه في الأجسام كما أن له ملائكة علامه لا التفات لهم بغيره تعالى ولا شغل لهم في الأجسام وهم المشار إليهم بقوله.
والسابقات سبقا وبقوله فالمدبرات أمرا (1) إلى تلك الثواني وهي مدبرات الأمور في برازخ عالم الظلمات وأشباح عالم الطبيعة التي ظاهرها الدنيا وطبقاتها