ما يتعلق بالفضائل الباطنية فالقسم الأول هو صاحب النفس الضعيفة والثاني صاحب النفس القوية.
ثم هذه (1) القوة وهذا الضعف قد يكون للنفس بما هي نفس حساسة وقد يكون لها بما هي عقل فالأول كما لأصحاب التخيلات القوية كالكاهن وكصاحب العين والثاني كما لأصحاب العلوم الكثيرة واما النفس الشريفة بحسب الغريزة فهي الشبيهة بالمبادئ المفارقة في الحكمة والحرية اما الحكمة فهي اما أن تكون غريزية أو مكتسبه فالحكمة الغريزية هي كون النفس صادقه الآراء في القضايا والاحكام وهذه الحكمة الغريزية هي الاستعداد الأول لاكتساب الحكمة المكتسبة والنفوس الانسانية متفاوت فيها حتى أن البالغ منها إلى الدرجة العالية هي النفس القدسية النبوية المشار إليه بقوله تعالى يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار إشارة إلى عدم احتياجه في اكتساب العلم إلى معلم بشرى ويقابلها النفس البليدة التي لا تنتفع بتعليم معلم اما الحرية فشرحها ان النفس اما ان لا تكون مطيعة بغريزتها إلى الأمور البدنية ومستلذات القوى الحيوانية واما أن تكون مطيعة لها فالتي لا تكون كذلك هي الحرة وانما سميت بها لان الحرية في اللغة تطلق على ما يقابل العبودية ومعلوم ان الشهوات مستعبدة قاهره على استخدام النفوس الناقصة فهي عبده الشهوة غير حره عن طاعة الأمور البدنية سواء تركها أم لم تتركها بل الشائق التارك أسوء حالا