فصل (4) في كيفية ارتقاء المدركات (1) من أدنى المنازل إلى أعلاها والكلام في مراتب التجرد اعلم أن لكل معنى معقول ماهية كليه لا تأبى الاشتراك والعموم كالانسان مثلا فان الماهية الانسانية من حيث هي انسان طبيعة مطلقه لا يمنع تصورها عن وقوع الشركة بين كثيرين وهي من حيث هي لا تقتضي التوحيد والتكثير ولا المعقولية ولا المحسوسية ولا الكلية ولا الشخصية والا لم تكن مقولة على ما يقابل مقتضاها كما عرفت في مباحث الماهية.
ثم إن هذه الطبيعة إذا حصلت في مادة خارجية يقارنها بعض من الكيف والكم والأين والوضع ومتى وجميع هذه الأمور زائدة على ماهيتها كما عرفت الا انها داخله في التشخصات وأنحاء الوجودات وليس كما زعمه (2) الجمهور ان للماهية وجود في الخارج ولأحوالها الشخصية وجود آخر وذلك لعدم معرفتهم بأحوال الوجود وأنحائه بل وجود الانسان بما هو انسان في الخارج هو بعينه تشخصه الخارجي المستلزم لقدر من الكم والكيف وغيرهما لا ان هذه أمور زائدة على وجوده المادي لكن لما (3) رأوا ان