وبعضها خاصه يبطل بها أحد الوجهين ليكون الناظر على بصيرة في طلب المذهب الحق في سلوك الآخرة.
اما الحجة العامة فهي ان النفس إذا تركت تدبير البدن لفساد المزاج وخروجه عن قبول تصرفها فلا يخلو حالها اما ان تنتقل إلى عالم العقل أو إلى عالم الأشباح الأخروية أو إلى بدن طبيعي آخر من هذا العالم أو تصير معطلة عن تدبير نفساني فالاحتمالات (1) لا تزيد هذه الأربعة والأخيران باطلان فبقي أحد الأولين أحدهما للمقربين وثانيهما لأصحاب اليمين وأصحاب الشمال على طبقات لكل صنف فاما بطلان الأخيرين اما التعطيل فلما تقرر من أن التعطيل محال واما التناسخ فلانه إذا اشتغلت بتدبير بدن آخر فذلك البدن لا بدان يحدث فيه استعداد خاص وقد مر (2) فيما سبق ان النفوس بما هي نفوس حادثة وان حدوث الأشياء سيما الجواهر لا بد وان ينتهى (3) إلى علل مفارقه غير جسمانية لامتناع كون جسم علة للنفس ولا كون صوره طبيعية علة لها ولا أيضا كون نفس علة لها فإذا لم يكن جسم ولا صوره ولا نفس علة للنفس فالاعراض