الأول ان هوياتها وجودات صرفه وآنيات محضه لا يشوبها عدم وأنوار خالصه لا يخالطها ظلمه وانما التفاوت (1) بينها وبين نور الأنوار بالنقص والتمام وكذا بين بعضها مع بعض ليس الا بالشدة والضعف ومتى كانت كذلك كان لها اتصال معنوي ولم تكن عزولة الهويات عن الهوية الإلهية ولأن تمام (2) هو بالحقيقة ذلك الشئ وأحق به منه.
البرهان الثاني ان قاعدة امكان الأشرف يقتضى ان يكون بين المبدء الأول وما فرض أقرب الموجودات إليه اتصال معنوي وكذا بين الموجود وما يتلوه وهكذا إلى آخر الآنيات المحضة والأنوار الصرفة فيكون الكل كأنه ذات واحده لها اتصال واحد متفاوتة المراتب في شده الاشراق وكمالية الوجود ولها جنبه عاليه غير متناهية في الشدة وجنبه أخرى متناهية في الشدة مع عدم تناهيها في المدة والعدة وذلك لأنه لو لم يكن بينها هذا الاتصال يلزم انحصار غير المتناهي بين حاصرين كما بيناه (3) ولا مخلص الا بكونها من مراتب الإلهية ودرجات الربوبية كما أشير إليه بقوله تعالى رفيع الدرجات ذو العرش فهي واصلة إليه راجعه إلى ذاته.
البرهان الثالث (4) ان العقل حيث لا حجاب بينه وبين الحق تعالى له ان يشاهد