الاستدلال (1) به ان الحب وأقسامه من بطون مشقوقة وغير مشقوقة كالأرز والشعير مدور ومثلث ومربع وغير ذلك من الاشكال إذا وقع في ارض البذر واستولى عليه الماء والتراب فبالنظر العقلي يقتضى ان يتعفن ويفسد لان أحدهما يكفي لحصول العفونة والفساد فهما جميعا أولى ثم إنه لا يفسد بل يبقى محفوظا ثم إذا ازداد في الرطوبة تنفلق الحبة قطعتين فيخرج منها فرقتان فرقه من رأسها صاعدة إلى فوق وأخرى من تحتها يتشبث بها في الأرض وكذا النوى بما فيها من الصلابة العظيمة تنفلق بإذن الله مجموعه على نصفين يخرج من أحدهما الجزء الصاعد ومن الثاني الهابط فيكون أحدهما خفيفا صاعدا والاخر ثقيلا هابطا مع اتحادهما في الطبيعة والعنصر فيدل ذلك على قدرة كاملة وحكمة شاملة يعجز العقول عن دركها فهذا القادر كيف يعجز عن جمع الاجزاء وتركيب الأعضاء.
وثالثها قوله تعالى أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون وجه الاستدلال بوجوه.
أولها ان الماء جسم ثقيل بالطبع وأصعاد الثقيل على خلاف الطبع فلا بد له من قادر قاهر يقهر الطبع ويسخره ويبطل الخاصية ويصعد الذي من شانه الهبوط والنزول.
وثانيها ان تلك الذرات المائية المبثوثة اجتمعت بعد تفرقها فلا بد لها من جامع يجمعها قطره قطره فمن جمع الاجزاء الرشية المائية للانزال قادر على أن يجمع الاجزاء المبثوثة الترابية للبعث.
وثالثها تسييرها بالرياح.
ورابعها انزالها في مظان الحاجة والأرض الجرز وكل ذلك دليل الحشر.
والرابع من تلك الوجوه قوله تعالى أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون وجه الاستدلال ان النار صاعدة بالطبع والشجرة هابطة وأيضا النار نورانية والشجرة ظلمانية والنار حاره يابسه والشجر بارد رطب فإذا أمسك الله في داخل تلك الشجرة الظلمانية تلك الأجزاء النورانية فقد جمع بقدرته بين تلك