وباطنها الجحيم وطبقاتها وانما أوتيت بلفظ الفاء الدالة على الترتيب والتعقيب الوجودي لان كلا منها تحت جوهر قدسي من المفارقات السابقة الوجود على النفسانيات المدبرة والطبيعيات المحركة وهي كروحانيات العالم الكبير السماوي والعالم الصغير الانساني وفيه أنموذج لما في العالم الكبير فهي في العالم الكبير العلوي أرواح (1) الكواكب السيارة وارواح الثوابت التي بجميعها اثنى عشر برجا والجملة تسعه عشر مدبرا على الاجمال ولها تفاصيل لا تحصى (2) بعضها تحت حيطة بعض وحكمه وكذا في العالم الصغير الانساني تسعه عشر قوى هي رؤوس سائر القوى والطبائع المباشرة للتدبير والتصرف في البرازخ السفلية الحيوانية والنباتية اثنتا عشر منها هي مبادئ الافعال الحيوانية المدركة والمحركة فعشر منها للادراكات الخمسة الظاهرة والخمسة الباطنة واثنتان للتحريك إحداهما للشهوة مبدء الجذب للملائمات والأخرى للغضب مبدء الدفع للمنافرات وسبعه منها مبادي الافعال النباتية ثلاثة منها الأصول في فعل التغذية والتنمية والتوليد وأربعة منها الفروع والسدنة الغاذية وأفعالها في الجذب والامساك والهضم والدفع فلكل من هذه التسعة عشر مدخلا في اثاره نار الجحيم التي هي ناشئة من ثوران حراره جهنم الطبيعة وشهواتها التي هي نيرانات كامنة اليوم محجوبة عن نظر الخلائق وستبرز يوم القيامة بحيث يراها الناس محرقة للوجود مذيبة للأبدان فظاعة نزاعة للشوى تدعو من ادبر وتولى والانسان ما دام كونه محبوسا في دنيا بهذه المحابس الداخلية والخارجية التي باطنها مملو بنار الجحيم مسجونا بسجن الطبيعة مقبوضا أسيرا في أيدي المدبرات العلوية التسعة عشر والمؤثرات السفلية التسعة عشر لا يمكنه العروج إلى دار الحيوان والدخول في عالم الجنان ومعدن الروح والريحان فهو لا يزال معذب بعذاب الجحيم محترق بنار الحميم مقيد بالسلاسل
(٣٧٣)