هذه الأمور متبدلة والانسانية باقية زعموا ان وجودها غير وجود الماهية ولم يتفطنوا انه كما يجوز للماهية الواحدة اعداد من الوجود وأشخاص من الكون بحيث لا ينافي ذلك وحدتها النوعية ولا وحدتها العقلية التجردية كذلك لا ينافي وحدتها العددية استحالتها في الوجود الشخصي من طور إلى طور مع انحفاظ الهوية الشخصية على نعت الاتصال التدريجي كما مر بيانه.
ثم إن هؤلاء القوم لما رأوا في كتب أسلافهم من الحكماء الأقدمين ان أنواع الادراكات كالحس والتخيل والوهم والعقل انما تحصل بضرب من التجريد زعموا ان التجريد المذكور عبارة عن حذف بعض الصفات والاجزاء وابقاء البعض بل كل (1) ادراك انما يحصل بضرب من الوجود ويتبدل الوجود إلى وجود آخر مع اتحاد الماهية والعين والثابت فالوجود المادي يلزمه وضع خاص ومادة معينه ذات كم وكيف خاص وأين معين والوجود (2) الحسى وجود صوري غير ذي وضع ولا قابل لهذه الإشارات الحسية الا انه مشروط بوجود المادة الخارجية وصورتها المماثلة لهذه الصور المحسوسة ضربا من المماثلة حتى أنه لو عدمت تلك المادة الخارجية لم تكن الصورة الحسية مفاضة على قوه الحس واما الوجود الخيالي فهو وجود صوري غير مشروط بحضور المادة ولا الادراك الحسى الا عند الحدوث وهو مع ذلك صوره شخصية غير محتمله للصدق والحمل على الكثرة واما الوجود العقلي فهو صوره غير ممتنعه عن الاشتراك بين الكثرة والحمل عليها إذا اخذت مطلقه لا بشرط التعيين كالانسان (3)