هوياتها الجزئية حتى الأفلاك والأملاك والأرواح والنفوس كما قال تعالى فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله وهم الذين سبقت لهم القيامة الكبرى وقال تعالى ولله ميراث السماوات والأرض وكل شئ هالك الا وجهه وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام الا إلى الله تصير الأمور وكما جاء في الخبر الصحيح ان الحق سبحانه يميت جميع الموجودات حتى الملائكة وجبرئيل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت ثم يعيدها (1) للفصل والقضاء فليتأمل في الأصول التي سبق ذكرها من توجه كل (2) سافل إلى عال ورجوع كل شئ إلى أصله وعود كل صوره إلى حقيقتها ومن اثبات الحركات الجوهرية الطبيعية والنفسانية إلى غاياتها ورجوع المعلولات إلى علاتها واتصال النفوس السماوية بنهاياتها العقلية ومن تنور قلبه بنور اليقين لشاهد تبدل اجزاء ا لعالم وأعيانها وطبائعها ونفوسها في كل لحظه فالكل متبدلة وتعيناتها زائلة فما من موجود الا ويقع له الرجوع إلى الله ولو بعد أدوار وأحقاب كثيره اما بموت أو فناء أو استحالة أو انقلاب أو صعق كما للأرواح فكل حركه وتبدل لا بد له من غاية ينتهى إليها وقتا ولغايته أيضا غاية حتى ينتهى إلى غاية لا غاية لها ويجتمع فيها الغايات فلها يوم واحد إلهي بل لحظه واحده أو أقرب منها حاوية لجميع الأوقات والأزمنة والآنات التي تقع فيها النهايات كما أن جميع البدايات ابتدأت من بداية
(٢٧٩)