وتصديقات خلاف ما ينبغي منشاها المتخيلة ومعلوم ان الفائض من المبادئ ما لم يكن سوء استعداد جرمي لا يكون الا ما طابق الواقع من الاعتقاديات وغيرها فان جهات الشر والآفة والكذب والجهل الذي هو ضرب من الصورة العلمية وغيرها راجع إلى هيئات مادية فموضع التعذب بالآلام والشدائد الأخروية إن كان هو الجوهر المفارق لعلاقة الأجرام فلا تعذيب بالجهل المركب وغيره لعدم التخيل غاية ما في الباب ان يبقى فيه أخلاق وملكات فإذا لم يبق فيه مدد ادراكي زالت بالكلية ولا شوق إلى ما لا تصور له بوجه ولا تخصص ولا قوه شوقية فلا تألم بالشوق أيضا إلى مشتهياتها ولذاتها الدنياوية و قد ارتفعت المشوشات الحسية عنه فكان حاله حينئذ كحال من سكنت قواه فنال الغبطة العظمى من الرحمة الإلهية في عالم القدس والرحمة وإن كان موضوع التخيل هو الدماغ الانساني فهو يفسد حاله الموت ويفسد مع فساده التصور والحفظ والذكر والفكر وإن كان جسما آخر فلكيا كما ظنه بعضهم فمعلوم ان علاقة الجوهر الروحاني انما هي لنسبه بين المادة البدنية وبين الجوهر الروحاني فأية نسبه حدثت (1) بينهما بالموت حتى أوجب اختصاصه به وانجذابه من بين سائر الجواهر المفارقة لأبدانها إليه دون غيره من الأجرام بل إلى حيزه دون بقية الأحياز من نوع ذلك الحيز.
ثم إن الجسم الذي هو موضوع تخيلات النفس يجب ان تتصرف فيه النفس وتحركه بحركات جرمية تابعه للحركات النفسانية والانتقالات الفكرية كما يعرض لجوهر الدماغ من الانفعالات والتغيرات والا فلو لم ينفعل ولم يتغير الجسم الذي