القوة والضعف فكل ما يتمنى المرء يدركه فإن كان تأملات الرجل وتصوراته في هذا العالم من باب الخيرات والحسنات والنيات الصالحة صارت مادة لجنات ورضوان وروح وريحان وملائكة يسر بمنادمتها في الدنيا ويرتاح برؤيتها ومعاشرتها في أخراه وان كانت من الشرور والقبائح والنيات الفاسدة والأماني الكاذبة والمؤذيات الباطنة صارت مادة لحيات وعقارب ونيران في قبره ومالك غضبان وشياطين يتضرر بمنادمتها في أولاه ويتأذى برؤيتها ومصاحبتها في أخراه واما قوله لما كانت النفوس المفارقة عن الأبدان غير متناهية يلزم اجتماع المفارقات كلها الخ.
فهو مدفوع اما (1) أولا فلان الكلام (2) ليس في جميع المفارقات من النفوس بل انما هو في نفوس الأشقياء ولا يلزم ما ذكره فان النفوس بعضها مما لا يتعلق بالأجرام وما يتعلق منها بالأشباح المثالية وان فرض كونها غير متناهية لم يلزم منه فساد لعدم التزاحم في الأشباح المثالية على محل واحد مادي فيجوز عدم تناهيها وعلى هذا لا يلزم نهاية تلك الجواهر ولا عدم نهاية الأجسام واما باقي مقدماته فبعضها مما يحكم بصحتها ونعين عليها لموافقتها لما نحن فيه وبعضها مما لا يضرنا صحتها ولا فسادها