في الردائة نوعا أو مرتبه إلى بدن نوع آخر من الحيوانات المناسبة له إلى أن يزول عن نفسه الهيئات الردية كلها ان كانت قابله للزوال وان لم تكن بقي فيها والأبدان المناسبة منتقله من بعضها إلى بعض أحقابا كثيره إلى ما شاء الله وهذه كلها انما يستصح ويستقيم عندنا في غير النشأة الدنياوية بل في عالم الآخرة فقوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إشارة إلى تبديل أبدانهم المثالية على الوجه المذكور لا كما زعمته التناسخية من انتقال النفوس في عالم الاستعدادات من مادة بدنية إلى أخرى لاستحالته كما بيناه وقررناه وليس لقائل ان يقول ما قررتم في ابطال النقل بعينه جار في تعلق النفوس إلى الأبدان في النشأة الآخرة فان البدن الأخروي إذا استعد لتعلق نفس به فلا بد ان يفيض عليه من الواهب نفس جديدة مدبره إياه فإذا تعلقت هذه النفس المنتقلة عن الدنيا به لزم تعلق نفسين ببدن واحد وهذا ممتنع فما هو جوابك فهو بعينه جوابنا.
لأنا نقول الأبدان الأخروية ليست وجودها وجودا استعداديا ولا تكونها بسبب استعدادات المواد وحركاتها وتهيؤاتها واستكمالاتها المتدرجة الحاصلة لها عن أسباب غريبه ولواحق مفارقه بل تلك الأبدان لوازم تلك النفوس كلزوم الظل لذي الظل حيث إنها فائضة بمجرد ابداع الحق الأول لها بحسب الجهات الفاعلية من غير مشاركه القوابل وجهاتها الاستعدادية فكل جوهر نفساني مفارق يلزم شبحا مثاليا ينشأ منه بحسب ملكاته وأخلاقه وهيئاته النفسانية بلا مدخلية الاستعدادات وحركات المواد كما في هذا العالم شيئا فشيئا وليس وجود البدن الأخروي مقدما على وجود نفسه بل هما معا في الوجود من غير تخلل الجعل بينهما كمعية اللازم والملزوم والظل والشخص فكما ان الشخص وظله لا يتقدم أحدهما على الاخر ولم يحصل لأحدهما استعداد من الاخر لوجوده بل على سبيل التبعية واللزوم فهكذا قياس الأبدان الأخروية مع نفوسها المتصلة بها.
فان قلت النصوص القرآنية داله على أن البدن الأخروي لكل انسان هو بعينه هذا البدن الدنياوي له.