وأقول على تقدير ان يكون لها نفوس غير منطبعة في مادة متوجهه نحو كمال فلا يلزم ان يكون كمالها كمالا عقليا حتى يلزم دخولها في باب الانسانية وارتقاء نفوسها (1) بحسب هوياتها الشخصية إلى عالم العقل على أن كثيرا من الناس ليس لهم في النشأة الآخرة درجه عقلية ولهم مع ذلك لذات خيالية وابتهاجات حيوانية وسعادات ظنية هي الغاية القصوى في حقهم إذ لا شوق لهم إلى (2) العقليات ولا نصيب لهم من الملكوت الاعلى وليس لكل ذي نفس ان يتوجه إلى غاية عقلية وكمال مطلق والتوجه إلى كمال ما لا يوجب الدخول إلى باب الانسان ولا يلزم منه منع عن الكمال إذ من المحال منع المستحق عما يستحقه بخصوصه وعن الكمال اللائق بحاله كالكمال المطلق والخير المحض إذ ربما لا يناسبه ولا يستعده لا بشخصه ولا بنوعه كالانسان ثم على تسليم ان لها استعدادا نحو الكمال العقلي فلا نسلم ان ذلك يستدعى اجتيازها إلى الدرجة الانسانية وتخطيها إياها فان الطرق إلى الله والى دار ملكوته لا تنحصر في باب واحد كما قال تعالى فلكل وجهه هو موليها وكقوله تعالى ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان
(٢٥)