وقد بينا ان كل صوره تحدت في العالم فلا بد لها من روح يدبره من الروح الكل المنفوخ منه في الصورة ومن علم أن الصورة المتجسدة (1) في الأرواح إذا قتلت ان كانت حيوانا أو قطعت ان كانت نباتا انها تنتقل إلى البرزخ ولا بد كما ننتقل نحن بالموت وإنها إن أدركت (2) بعد ذلك انما يدرك كما يدرك كل ميت من الحيوان انسان أو غير انسان فمن هاهنا (3) أيضا إذ وقفت على علته هذا علمت صور الأرواح المتجسدة لما ذا يرجع انتهى.
وقال في الباب الحادي والثمانين وثلاثمأة فاعلم أن هذه المقامات المذكورة لا تدرك الا بعين الخيال لا بعين الحس إذا شوهدت فان صورها إذا مثلها الله فيما شاء ان يمثلها متخيلة فنراها أشخاصا رأى العين كما نرى المعاني بعين البصيرة فان الله إذ قلل الكثير أو كثر القليل فما نراه الا بعين الخيال (4) لا بعين الحس وهو البصر في الحالين كما قال وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم وقال يرونهم مثليهم رأى العين وما كانوا مثلهم في الحس فلو لم يرهم بعين الخيال كانت الكثرة في القليل كذبا ولكان الذي يريه غير صادق فيما أراه إياك وإن كان الذي أراك ذلك أراكه بعين الخيال كانت الكثرة في القليل حقا والقلة في الكثير حقا لأنه حق في الخيال وليس بحق في الحس قال وهكذا كل ما تراه على خلاف ما هو عليه في الخارج ما تراه الا بعين الخيال