الحس الدنيوي المنقسم بخمس قوى في خمسه مواضع من البدن مختلفه فموضع البصر هو العين وموضع السمع هو الاذن وموضع الذوق هو اللسان ولا يمكن أيضا ان يفعل كل منها فعل صاحبه فالبصر لا يسمع والسمع لا يبصر وهما لا يذوقان ولا يشمان وعلى هذا القياس في الجميع فان قلت باصرة العين ولامستها في موضع واحد قلنا ليس كذلك بل الباصرة في الجليدية ولامسه العين في القرنية واما حواس الآخرة فجميعها في موضع واحد غير متغاير في الوضع والجهة وكل منها يفعل فعل (1) صاحبه ونسبه الصور البرزخية إلى الصور التي في القيامة الكبرى كنسبة الطفل أو الجنين إلى البالغ.
قال صاحب الفتوحات المكية في الباب الخامس والخمسين وثلاثمأة منها والموت بين النشأتين حاله برزخية تعمر الأرواح فيها أجسادا برزخية خيالية مثل ما عمرتها في النوم وهي أجساد (2) متولدة عن هذه الأجسام الترابية فان الخيال قوه من قواها ثم قال ومن مات فقد قامت قيامته وهي القيامة الجزئية فإذا فهمت القيامة الجزئية فقد فهمت القيامة العامة لكل ميت كان عليها فان مده البرزخ من النشأة الآخرة بمنزله حمل المرأة الجنين في بطنها ينشأه الله نشئا بعد (3) نشأ فتختلف عليه أطوار النشئات إلى أن يولد يوم القيامة فلهذا قيل في الميت إذا مات فقد قامت قيامته أي ابتدأ فيه ظهور النشأة الأخرى في البرزخ إلى يوم البعث من البرزخ كما يبعث من البطن إلى الأرض