ولا تعقل عن مثل هذا العلم وفرق بين الأعين واعلم انك لا تقدر على ذلك الا بقوة إلهية يعطيها الله من يشاء من عباده ألا ترى الصحابة لو دققوا النظر الصحيح حقه وأعطوا المراتب حقها لم يقولوا في جبرئيل (1) انه دحية الكلبي لقالوا ان لم يكن روحانيا أو معنى تجسد والا فهو دحية الكلبي أدركناه بالعين الحسى فلم يحرروا ولا أعطوا الامر الإلهي حقه فهم الصادقون الذين ما صدقوا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو جبرئيل فحينئذ عرفوا ما رأوه كما قالوا فيه لما تمثل لهم في صوره أعرابي مجهول عندهم حين جاء فعلم الناس دينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتدرون ما السائل فقالوا الله ورسوله اعلم لكونه ظهر في صوره مجهوله عندهم فقال لهم هذا جبرئيل ثم قال وما في الكون أعظم شبهه من التباس (2) الخيال بالحس فان الانسان ان تمكن في هذا النظر شك في العلوم الضرورية وان لم يتمكن انزل بعض الأمور غير منزله فإذا أعطاه الله قوه التفصيل ابان له عن الأمور إذا رآها رأى عين فيعلم ما هي إذا علم العين التي رآها به من نفسه فأكرم على أهل الله هذا وكثير من أهل الله من لا يجعل (3) باله لما ذكرناه ولولا علمه
(٣٤٠)