النهاية الأخيرة لا يوجد في غير هذا النوع من سائر الأنواع الكونية ثم لا بد لغيره لو فرض سلوكه إلى الحضرة القدسية ان ينتقل نوعه إلى نوع آخر بالكون والفساد وان يصل أولا إلى باب الانسانية ثم منها إلى باب الحضرة القدسية وهذه النشئات الثلاث ترتيبها في الرجوع الصعودي إلى الله تعالى على عكس ترتيبها الابتدائي النزولي عنه تعالى لكن على نحو آخر فان سلسله الابتداء كانت على نحو الابداع بلا زمان وحركه وسلسلة الرجوع تكون بحركة وزمان فللانسان أكوان سابقه على حدوثه الشخصي المادي ولهذا قد أثبت أفلاطون الإلهي للنفوس الانسانية كونا عقليا قبل حدوث البدن وكذلك ثبت في شريعتنا الحقه لافراد البشر كينونه (1) جزئيه متميزة سابقه على وجودها الطبيعي كما أشار إليه بقوله تعالى وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم الخ وعن أئمتنا المعصومين أحاديث كثيره داله على أن أرواح الأنبياء والأوصياء كانت مخلوقه من طينه عليين (2) قبل خلق السماوات والأرضين وان أبدانهم مخلوقه (3) من دون تلك الطينة كأرواح متابعيهم وشيعتهم وان قلوب المنافقين مخلوقه من طينه سجين وأبدانهم وكذلك قلوب متابعيهم مخلوقه من دون تلك الطينة الخبيثة فهذا الخبر وأمثاله يدل على أن للانسان أكوانا سابقه على هذا الكون فالانسان بحسب الفطرة الأصلية يتوجه نحو
(١٩٥)