فإلى أي حد وقع الانقطاع إليه لأجل أسباب قاطعه مانعه عن البلوغ إلى الكمال الأخير يطول شرحها فإذا سئل عن بدن زيد مثلا هل هو عند الشباب ما هو عند الطفولية وعند الشيخوخة كان الجواب بطرفي النفي والاثبات صحيحا باعتبارين أحدهما (1) اعتبار كونه جسما بالمعنى الذي هو مادة وهو في نفسه امر محصل والثاني اعتبار كونه جسما بالمعنى الذي هو جنس وهو امر مبهم فالجسم بالمعنى الأول جزء من زيد غير محمول عليه وبالمعنى الثاني محمول عليه متحد معه وأما إذا سئل عن زيد الشاب هل هو الذي كان طفلا وسيصير هو بعينه كهلا وشيخا كان الجواب واحدا وهو نعم لان تبدل المادة لا يقدح في بقاء المركب بتمامه لان المادة معتبره لا على وجه الخصوصية والتعين بل على وجه الجنسية والابهام وقد مر الفرق في مباحث الماهية من العلم الكلى والفلسفة العامة بين الجنس والمادة وهو كالفرق بين الماهية المطلقة والمأخوذ بشرط التجريد ونظير الفرق بينهما الفرق بين الفصل والصورة والعرضي والعرض بكل من هذه الأمور محمول على الشئ بالاعتبار الأول غير محمول عليه بالاعتبار الثاني.
الأصل الثامن ان القوة الخيالية (2) جوهر قائم لا في محل من البدن وأعضائه ولا هي موجودة في جهة من جهات هذا العالم الطبيعي وانما هي مجرده عن هذا العالم واقعه في عالم جوهري متوسط بين العالمين عالم المفارقات العقلية وعالم الطبيعيات المادية وقد تفردنا باثبات هذا المطلب ببراهين ساطعه وحجج قاطعه كما مرت.
الأصل التاسع ان الصور الخيالية بل الصور الادراكية ليست حاله في موضوع النفس ولا في محل آخر وانما هي قائمه بالنفس قيام الفعل بالفاعل لا قيام المقبول بالقابل وكذا الابصار عندنا ليس بانطباع شبح المرئي في عضو كالجليدية ونحوها كما ذهب إليه الطبيعيون ولا بخروج الشعاع كما زعمه الرياضيون ولا بإضافة علمية تقع للنفس إلى الصورة الخارجية عند تحقق الشرائط كما ظنه الاشراقيون لأن هذه الآراء كلها باطله كما بين في مقامه اما المذهبان الأولان فابطال كل منهما مذكورة في الكتب