ان يعاد في بدن الاكل أو في بدن المأكول وأيا ما كان لا يكون أحدهما بعينه معادا بتمامه وأيضا إذا كان الاكل كافرا والمأكول مؤمنا يلزم اما تعذيب المطيع وتنعيم الكافر أو ان يكون شخص واحد كافرا معذبا ومؤمنا منعما لكونهما جسما واحدا واندفاعه ظاهر بما مر من أن تشخص (1) كل انسان انما يكون بنفسه لا ببدنه وان البدن المعتبر فيه امر مبهم لا تحصل له الا بنفسه وليس له من هذه الحيثية تعين ولا ذات ثابته ولا يلزم من كون بدن زيد مثلا محشورا ان يكون الجسم الذي منه صار ماكولا لسبع أو انسان آخر محشورا بل كلما يتعلق به نفسه هو بعينه بدنه الذي كان فالاعتقاد بحشر الأبدان يوم القيامة هو ان يبعث أبدان من القبور إذا رأى أحد كل واحد واحد منها يقول هذا فلان بعينه وهذا بهمان بعينه أو هذا بدن فلان وهذا بدن بهمان على ما مر تحقيقه ولا يلزم من ذلك أن يكون غير مبدل الوجود والهوية كما لا يلزم ان يكون مشوه الخلق والأقطع والأعمى والهرم محشورا على ما كان من نقصان الخلقة وتشويه البنية كما ورد في والأحاديث والمتكلمون عن آخرهم أجابوا عن هذه الشبهة بما لا حاجه إلى ذكره لركاكته ومنها ان جرم الأرض مقدار محصور محدود ممسوح بالفراسخ والأميال والذراع وعدد النفوس غير متناه فلا يفي مقدار الأرض ولا يسع لان تحصل منه الأبدان الغير المتناهية.
والجواب الحق بما مر من الأصول ان لا عبره بخصوصية البدن وان تشخصه والمعتبر في الشخص المحشور جسمية ما ايه جسمية كانت وان البدن الأخروي ينشأ من النفس بحسب صفاتها لا ان النفس يحدث من المادة بحسب هيئاتها واستعداداتها كما في الدنيا.
ولك ان تجيب ان المقادير قد يزداد حجما وعددا من مادة (2) واحده فان هيولي