الأجسام الأولية ليست مواد سابقه عليها ومن هذا القبيل الصور الخيالية الصادرة من النفس بالقوة المصورة (1) من الأجرام والاعظام المشكلة التي ربما تكون أعظم من الأفلاك الكلية الخارجية وكذلك الصحارى والمفاوز الواسعة والجبال العظيمة والبلاد والجنات والأشجار التي لم يخلق مثلها في البلاد وانها ليست قائمه بالجرم الدماغي ولا حاله في القوة الخيالية كما برهن عليه ولا في عالم المثال الكلى كما بيناه سابقا بل في مملكة النفس وعالمها وصقعها الخارج عن هذا العالم الهيولاني وقد سبق ان الصور التي يتصورها النفس بقوتها المصورة وتراها بباصرتها الخيالية لها وجود لا في هذا العالم والا ليراها كل سليم الحس وليس كذلك بل في عالم آخر غائب عن هذا العالم ولا فرق بينها وبين ما تراها النفس بقوة الحس الا بعدم ثباتها وضعف تجوهرها لاشتغال النفس (2) بغيرها
(١٩٣)