يصيرون ملائكة وان أهل النار يمكثون في الجحيم كذا أو أزيد ثم يصيرون شياطين وفي الإنجيل ان الناس يحشرون ملائكة لا يطعمون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتوالدون وفي القرآن من الآيات ما تدل على أن افراد البشر يبعثون على صفه التجرد والفردانية كقوله تعالى كل آتيه يوم القيامة (1) فردا وان الناس يحشرون كما خلقهم الله أول مره لقوله تعالى كما بدأكم تعودون وفي بعضها ما يدل على أنهم يكونون على صفه التجسم كقوله تعالى يوم يسحبون في النار على وجوههم وقوله تعالى يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم وكذلك سؤال إبراهيم ع عن الله تعالى رب أرني كيف تحيى الموتى والجواب بقوله تعالى فخذ أربعة من الطير الآية وقول عزير كما حكى الله عنه انى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مأة عام الآية ومكث أصحاب الكهف في النوم ثلاثمأة وتسع سنين وقول الله فيهم وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا ان وعد الله حق فبعض هذه النصوص يدل على أن المعاد للأرواح وبعضها على أنه للأبدان وقد جل كلام الله وكتبه النازلة على رسله عن أن يشتمل على التناقض وسنشير إلى وجه الموافقة وقد وقع شبه هذه الأخبار المنقولة عن الكتب الإلهية منقولا في الأحاديث النبوية وكذا في كلام أساطين الحكمة المقتبسين أنوار علومهم من مشكاة النبوة ومبادئ الوحي دون متأخريهم المقتصرين على البحث مثل ما ذكر قال سقراط معلم أفلاطون واما
(١٨٢)