من الاسلاميين مال كلامهم إلى أن البدن المعاد غير البدن الأول بحسب الخلقة والشكل وربما يستدل عليه ببعض الأخبار المذكورة فيها صفات أهل الجنة والنار ككون أهل الجنة جردا مردا وكون ضرس الكافر مثل جبل أحد وبقوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب وبقوله تعالى أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم.
فان قلت فعلى هذا يكون المثاب والمعاقب باللذات والآلام الجسمانية غير من عمل الطاعة وارتكب المعصية.
قيل في الجواب العبرة في ذلك بالادراك وانما هو للروح ولو بواسطة الآلات وهو باق بعينه ولهذا يقال للشخص من الصباء إلى الشيخوخة انه هو بعينه وان تبدلت الصور والمقادير والاشكال والاعراض بل كثير من الأعضاء والقوى ولا يقال من جنى في الشباب فعوقب في المشيب انها عقاب لغير الجاني هذا تحرير المذاهب والآراء والحق كما ستعلم ان المعاد في المعاد هو هذا الشخص بعينه نفسا وبدنا فالنفس هذه النفس بعينها والبدن هذا (1) البدن بعينه بحيث لو رايته لقلت رايته بعينه فلان الذي كان في الدنيا وان وقعت التحولات والتقلبات إلى حيث يقال هذا ذهب وهذا حديد وربما ينتهى في كلاهما إلى حيث يتحدان ويصيران عقلا محضا واحدا ومن أنكر ذلك فهو منكر للشريعة ناقص في الحكمة ولزمه انكار كثير من النصوص القرآنية