فان قلت هذه التحولات والتطورات مما يوجد في غير مادة الانسان أيضا كالنبات والحيوان فيلزم ان يكون لها أيضا نشأة أخروية.
قلت بعض هذه الأحوال والأطوار يوجد فيها لا كلها لنقصان فطرتها عن درجه الانسانية فغايتها أيضا تكون بعد تلك الأطوار وسائر الأكوان الحيوانية ما لم يصل إلى حد الانسانية ولم يدخل بابها لا يمكنه (1) الولوج إلى ملكوت السماوات والصعود إلى باب القدس كما أن الأكوان النباتية ما لم يدخل باب الحيوانية لم يمكنه الدخول إلى الانسانية لا على وجه التناسخ بل على نحو آخر (2) يعلمه أهل البصيرة والحكمة ثم إنه ليس كل متوجه نحو غاية فهو لا محاله واصل إليها بل ربما يعوق عنها لأمر خارجي فان هاهنا قواطع للطريق وحجبا عن الوصول والغرض ان للطبائع غايات ثابته مقتضى الفطرة الأصلية البلوغ إليها وربما يقع المنع والحجاب.
واما الآيات (3) التي يستدل فيها على اثبات الآخرة بخلق الأجرام العظيمة والأنواع الطبيعية فالغرض فيها اثبات هذا المطلوب من جهة نحو الفاعلية فان أكثر الناس يزعمون أنه لا بد من حدوث شئ من مادة جسمية وطينه لان حصول شئ