الثالث العقلي فهو ان يكون هذه المحسوسات أمثلة للذات عقلية التي ليست بمحسوسة فان العقليات تنقسم إلى أنواع كثيره مختلفه كالحسيات فتكون هي أمثلة لها كل واحد مثالا للذة أخرى مما رتبته في العقليات يوازى رتبه المثال في الحسيات انتهى كلامه.
وأكثر موافق لما نقلناه من صاحب الشفاء وكأنه مأخوذ منه وانزل من هذه المرتبة من الاعتقاد في باب المعاد وحشر الأجساد اعتقاد علماء الكلام كالامام الرازي ونظرائه بناءا على أن المعاد عندهم عبارة عن جمع متفرقات اجزاء مادية لأعضاء أصلية باقية عندهم وتصويرها مره أخرى بصوره مثل الصورة السابقة ليتعلق النفس بها مره أخرى ولم يتفطنوا بان هذا حشر في الدنيا لا في النشأة الأخرى وعود إلى الدار الأولى دار العمل والتحصيل لا إلى الدار العقبى دار الجزاء والتكميل فأين استحالة التناسخ وما معنى (1) قوله تعالى انا لقادرون على أن نبدل أمثالكم وننشأكم فيما لا تعلمون وقوله تعالى نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم وننشأكم فيما لا تعلمون وقوله تعالى نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا ولا يخفى على ذي بصيرة ان النشأة الثانية طور آخر من الوجود يباين هذا الطور المخلوق من التراب والماء والطين وان الموت والبعث ابتداء حركه الرجوع إلى الله أو القرب (2) منه لا العود إلى الخلقة المادية والبدن الترابي الكثيف الظلماني.
ثم جعل الفخر في تفسيره الكبير يستدل على اثبات ما فهمه وتصوره من معنى الحشر والمعاد بآيات قرآنية وقعت في باب القيامة والبعث ويحملها على ما وافق طبعه ورأيه فقال إن قوله تعالى في سوره الواقعة من الآيات إشارة إلى جواب شبهه المنكرين الذين هم من أصحاب الشمال المجادلين فإنهم قالوا أإذا متنا وكنا ترابا