وعظاما أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون وأشير إلى امكانها هذا بوجوه أربعة أولها قوله تعالى أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون وجه الاستدلال بهذا ان المنى انما يحصل من فضله الهضم الرابع وهو كالطل المنبث في أطراف الأعضاء ولهذا يشترك كل الأعضاء ويجب غسلها بالالتذاذ الواقع لحصول الانحلال عنها كلها ثم إن الله تعالى سلط قوه الشهوة على البنية حتى أنها تجمع (1) تلك الأجزاء الطلية فالحاصل ان تلك الأجزاء كانت متفرقة جدا أولا فأطراف العالم ثم إن الله جمعها في بدن ذلك الحيوان وجمعها الله في أوعية المنى ثم إنه أخرجها ماء دافقا إلى قرار الرحم فإذا كانت هذه الاجزاء متفرقة فجمعها وكون منها هذا الشخص فإذا افترقت بالموت مره أخرى فكيف يمتنع عليه جمعها مره أخرى.
وهذا تقرير الحجة وان الله ذكرها في مواضع من كتابه منها في سوره الحج يا أيها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب إلى قوله ذلك بان الله هو الحق وانه يحيى الموتى وانه على كل شئ قدير ان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور.
ومنها في سوره المؤمنين بعد ذكر مراتب الخلقة ثم انكم بعد ذلك لميتون ثم انكم يوم القيامة تبعثون.
ومنها في سوره لا أقسم ألم يك نطفة من منى يمنى ثم كان علقه فخلق فسوى ومنها في سوره الطارق فلينظر الانسان مم خلق إلى قوله انه على رجعه لقادر وثانيها قوله تعالى أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون وجه