باطن وتنحدر إليه والثانية تبتدي من خارج وترتفع إليه فإذا ارتسم في النفس ثم هناك الادراك المشاهد وانما (1) يلذ ويؤذى بالحقيقة هذا المرتسم في النفس لا الموجود في الخارج وكلما ارتسم في النفس فعل فعله وان لم يكن سبب من خارج فان السبب الذاتي هذا المرتسم والخارج هو سبب بالعرض أو سبب السبب فهذه هي السعادة والشقاوة الخسيستان بالقياس إلى الأنفس الخسيسة واما الأنفس المقدسة فإنها تبعد عن مثل هذه الأحوال وتتصل بكمالها بالذات وتنغمس في اللذة الحقيقية وتبرئ عن النظر إلى ما خلفها والى المملكة التي كانت لها كل التبري ولو كان بقي فيها اثر من ذلك اعتقادي أو خلقي تأذت به وتخلفت لأجله عن درجه العليين إلى أن ينفسخ انتهى كلامه.
فهذه غاية ما وصلت إليه أفكار الفلاسفة الاسلاميين أعني صاحب الشفاء والفارابي ومن كان في طبقتهم ويحذو حذوهم وهي قاصرة عن درجه التحقيق غير بالغه حد الاجداء بل باطله في نفسها كما سبق وستعلم مخ القول ولب الكلام فيما سيأتي عند تجريدنا البحث إلى اثبات معاد الأنفس الغير الكاملة ولا الواصلة إلى درجه العليين.
ثم العجب ان الذي صوره الشيخ رئيس الفلاسفة ونقله من بعض العلماء وهو أبو نصر كما ذكره المحقق الطوسي شارح الإشارات أحسن وأجود مما ذكر في كتب غيرهم من الاسلاميين ولهذا اختاره الشيخ الغزالي في كثير من مصنفاته كما يستفاد من بعض مواضع الاحياء وغيره وقال في رسالته المشهورة الموسومة بالمضنون بها ان