المعقولات من المحسوسات والكليات من الجزئيات صائرة من حدود العقل بالقوة إلى حد العقل بالفعل فتتحول (1) وتنتقل ذاتها في هذه الاستحالة الجوهرية من القوة الخيالية إلى القوة العقلية ثم لا يخفى ان الكلمات المنقولة من القدماء الناصة في هذا الباب كثيره لا تقبل التأويل ولا يمكن حملها على المجازات.
ومنها أنه قال في مراسله وقعت بينه وبين بعض تلامذته وقد سأله عن أشياء انى قد تأملت هذه المسألة فاستجدتها وأجبت عن بعضها بالمقنع وعن بعضها بالإشارة ولعلي عجزت عن جواب بعضها اما الشئ الثابت في الحيوان ولعله أقرب إلى درك البيان ولى في الأصول المشرقية خوض عظيم في التشكيك ثم في الكشف واما في النبات فالبيان أصعب وإذا لم يكن ثابتا كان تميزه ليس بالنوع فيكون بالعدد ثم كيف يكون بالعدد إذا كان استمراره في مقابله الثبات غير متناه القسمة بالقوة وليس قطع أولى من قطع فكيف يكون عدد غير متناه متجددا في زمان محصور فلعل العنصر هو الثابت ثم كيف يكون العنصر ثابتا وليس الكم يتجدد على عنصر واحد بل يرد على عنصر بالتغذية فلعل الصورة (2) الواحدة يكون لها ان تكسبها وتلبسها مادة وأكثر منها وكيف يصح هذا والصورة الواحدة معينه لمادة واحده ولعل الصورة الواحدة محفوظه في مادة (3) واحده أولى تثبت إلى آخر مده بقاء الشخص وكيف يكون هذا