الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ١١٣
المعقولات من المحسوسات والكليات من الجزئيات صائرة من حدود العقل بالقوة إلى حد العقل بالفعل فتتحول (1) وتنتقل ذاتها في هذه الاستحالة الجوهرية من القوة الخيالية إلى القوة العقلية ثم لا يخفى ان الكلمات المنقولة من القدماء الناصة في هذا الباب كثيره لا تقبل التأويل ولا يمكن حملها على المجازات.
ومنها أنه قال في مراسله وقعت بينه وبين بعض تلامذته وقد سأله عن أشياء انى قد تأملت هذه المسألة فاستجدتها وأجبت عن بعضها بالمقنع وعن بعضها بالإشارة ولعلي عجزت عن جواب بعضها اما الشئ الثابت في الحيوان ولعله أقرب إلى درك البيان ولى في الأصول المشرقية خوض عظيم في التشكيك ثم في الكشف واما في النبات فالبيان أصعب وإذا لم يكن ثابتا كان تميزه ليس بالنوع فيكون بالعدد ثم كيف يكون بالعدد إذا كان استمراره في مقابله الثبات غير متناه القسمة بالقوة وليس قطع أولى من قطع فكيف يكون عدد غير متناه متجددا في زمان محصور فلعل العنصر هو الثابت ثم كيف يكون العنصر ثابتا وليس الكم يتجدد على عنصر واحد بل يرد على عنصر بالتغذية فلعل الصورة (2) الواحدة يكون لها ان تكسبها وتلبسها مادة وأكثر منها وكيف يصح هذا والصورة الواحدة معينه لمادة واحده ولعل الصورة الواحدة محفوظه في مادة (3) واحده أولى تثبت إلى آخر مده بقاء الشخص وكيف يكون هذا

(1) ان قلت هذا أيضا عجيب لان الجسم أو الطبع يصير مجردا وهذا انقلاب.
قلنا ليس المراد ان الجسم أو الطبع يصير مجردا بل المراد ان الأفق الاعلى من الطبع يتصل اتصالا معنويا بالأفق الأدنى من النفس وكذا النفس والعقل وقولنا صارت النفس عقلا للاتصال ولأن في الوجودات ما به الامتياز عين ما به الاشتراك ووحده وجه الله تعالى فيها س ره (2) أي النوعية النباتية لها ان تلبسها مادة واحده في مواضع أخرى وأكثر منها أي هاهنا س ره (3) لما شرط التكافؤ في الوحدة اشعر ان المادة الأولى هنا واحده ثم أبطل هذا بأنه كيف يقال الصورة النباتية واحده وهي نفس نباتية سارية في المحل متبدلة بتبدل المحل س ره
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست