أسهمت في نشوء حضارات عملاقة لم يعرف لها التاريخ مثيلا؟!
2 - لا نجد فرقا فيما يرتبط بمكانة الأنثى بين كلمة (مبروك) وكلمة (الحمد الله على السلامة..) فكلا الكلمتين يقولهما الناس حين ولادة الأنثى والذكر على حد سواء وقد يعكسون الأمر فيقولون لمن ولدت أنثى (مبروك)، ولمن ولدت ذكرا (الحمد الله على السلامة). وقد تقال الكلمات معا لمن ولدت الذكر، ولمن ولدت الأنثى على حد سواء.
3 - وحتى لو صح ما ذكره من التخصيص في عبارات التهنئة، فإنه لا يدل على أن المجتمع الإسلامي لا يزال ينظر للأنثى نظرة دونية أو يشعر بأن البنت عار، وإن كان الناس يفضلون ولادة الذكر، لما يرونه فيه من القوة، والمعونة لهم، ولشعورهم بالاعتزاز به..
وقد رأينا في النصوص المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليه السلام) ما يدل على رجحان طلب الولد الذكر، وثمة أدعية تقرأ من أجل ذلك.. فهل يعني ذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) ينظرون إلى الأنثى نظرة دونية، أو على أنها عار؟!
4 - إن ما ذكره هذا البعض من أن ما تحدث عنه القرآن من استقبال رافض للمولود الأنثى:
".. (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به (ومن شعور بالإحباط والكمد.. وما إلى ذلك من مشاعر سلبية عند ولادتها لا يزال موجودا وإن اختفى الوأد.. ".
إن هذا الكلام عجيب وغريب.. فهل صحيح أن هناك ظاهرة عامة لا تزال تميز المجتمع الإسلامي بعد انتشار الإسلام وظهوره، بحيث تعتبر ظاهرة تستحق توجيه إهانة وإدانة للمجتمع كله بسبب التزامه بها؟! وهي أنه إذا ولدت البنت في المجتمع المسلم يصير الواحد منهم مسود الوجه وهو كظيم،. وأن هذه الظاهرة الشاملة لا تزال قائمة إلى هذه الأيام، حيث يتوارى الأب من القوم من سوء ما بشر به؟!
وهل لا يزال الشعور بالإحباط والكمد من أجل ذلك ظاهرة في المجتمع الإسلامي؟!