خلفيات كتاب مأساة الزهراء (ع) - السيد جعفر مرتضى - ج ٢ - الصفحة ٤٦٨
ط: من أين علم أن علة تحريم العادة السرية على الرجال هو خصوص ما ذكره، فهل أطلعه الله على غيبه، ومن الذي قال له: إن ما ذكره هو تمام علة هذا التحريم؟!.. بل من الذي قال له: إن ذلك يدخل في دائرة العلة أصلا؟! فإن ذلك كله يدخل في دائرة الاستحسان والقول بغير علم.
وخلاصة القول:
إن التصدي لمعرفة علل الأحكام هو الذي أوقع هذا البعض في هذه الورطة.. وقد كان يمكنه التسليم لأمر الله سبحانه ونهيه لو لم يسع لاقتحام المسلمات وإصابة دين الله بعقله.. مع علمه بقول الإمام الصادق (عليه السلام): إن دين الله لا يصاب بالعقول.
ثانيا: قد ذكر: أن سبب القول بتحليل الاستمناء للمرأة هو أنها لا مني لها. وقد ذكرنا في الوقفة القصيرة السابقة إجابتنا على هذه المقولة.. فلا نعيد، غير أننا نذكر للقارئ الكريم هنا الملاحظات التالية:
1 - قوله:
" إن العادة السرية أقل خطورة على المرأة منها على الرجل ".
لم يقدم عليه أي دليل. فلا بد من رده عليه وإليه.
2 - قوله:
" إن العادة السرية لا تمنع المرأة من الإقبال على الزواج مهما حققت لها من لذة.. بينما الحال بالنسبة للرجل على خلاف ذلك ".
هو الآخر مجرد دعوى بلا دليل، سواء بالنسبة للمرأة، أو بالنسبة للرجل. حسبما أوضحناه بالنسبة لهذا الأخير آنفا..
3 - قوله:
" إن العادة السرية لا تشعر المرأة بالاكتفاء الذي يشعرها به الرجل ".
وجعل ذلك هو الفارق بينها وبين الرجل، حيث إن العادة السرية للرجل تشعر بالاكتفاء لا يصح، فإن حال الرجل أيضا كحال المرأة في ذلك، والواقع الخارجي أدل دليل على هذا الأمر.
4 - قد صرح هذا البعض بأن ممارسة العادة السرية:
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 473 474 ... » »»
الفهرست