لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ((3) و (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ((4)؟.
إذا اتبعنا ذلك، وكنا جادين، ونملك عقلا وصدرا واسعا، فإننا نستطيع الصبر على من عاشوا في تربية سيئة، أو بيئة سيئة، أو ضالة لنحاول إقناعهم بالحق في نهاية المطاف " (5).
فنلاحظ: أنه لم يوص بالعنف على تارك الصلاة في صورة إصراره على هذه المعصية الكبيرة.
5 - وفي مورد آخر نجد: أنه هو نفسه قد ناقض نفسه حين سئل عن أب يحمل أفكارا إلحادية، هل يجب على أبنائه البر به، وكسب رضاه؟..
فأجاب بالإيجاب، واستدل على ذلك بنفس آية: (وإن جاهداك على ان تشرك بي.. (فراجع (1).
فيا سبحان الله، كيف يجب البر بأب يحمل أفكارا إلحادية، وكسب رضاه، ويجب ضرب الأب المسلم الذي لا ريب في إسلامه ودينه وعقيدته.. وكيف يمكن لولده كسب رضاه بعد أن ينهال عليه بالركل والضرب، ويواجهه بالحبس، وما إلى ذلك؟!
6 - على أن الرواية التي يتمسك بها هذا البعض لتجويز ضرب الوالدين وحبسهما غير ظاهرة الدلالة على ما يقول. فقد روى الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن الصادق (ع) قال: جاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال: إن أمي لا تدفع يد لامس.
قال: احبسها.
قال: قد فعلت.
قال: فامنع من يدخل عليها.