أقول. لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين) (3).
وبعد.. فإن هذا هو كل ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم عن تمرد إبليس (4)، وهو يتلخص في عدة نقاط هي:
استكبار وتمرد من قبل إبليس.
وطرد من قبل الله له من رحمته.
ثم طلب إبليس من الله أن ينظره إلى يوم القيامة.
واستجابة الله له.
ثم توعد إبليس بإضلال الناس كلهم.
ثم تهديد الله له ولمن تبعه بالعذاب في نار جهنم.
فأين هو الحوار يا ترى، وأين تجد تبادل الأفكار؟!
ثانيا: إن هذا البعض يتحدث عن قيمة الحوار في القرآن فيقول:
" إن قيمته هي في أنه لم يحدد موضوعات الحوار، ولم يحدد الإنسان المحاور، فلا مشكلة في الحوار مع أي إنسان كان، لأن القضية هي أن هناك حقيقة لا بد أن نتعاون على اكتشافها، والوصول إليها، ليكون الحوار وسيلة تعاون لاكتشاف هذا المجهول، لا لتسجيل النقاط السلبية على بعضنا البعض " (1).
ويتحدث عن مهمة الحوار، وأنه ليس مجرد إيصال القضايا التي يختلفون فيها إلى وضوح الرؤية لإيجاد قناعة مشتركة حولها.
بل هو أيضا يساهم في تبريد الأجواء النفسية لدى المتحاورين.. لالتقائهم على المفاهيم المشتركة، أو المعاني المتقاربة مما يخلق مشاعر حميمة فيما بينهم.
كما أنه يخلق حركة فكرية تكون سببا في تعميق الوعي، وشمولية النظرة.
كما أنه يمكن أن نجعل من الحوار منهج تربية في تكوين القناعات بشكل تدريجي.