وكان (ص) يؤتى بالأواني وفيها الماء ليضع يده الشريفة فيها كي يتبركوا بها، وكان عرقه يؤخذ ويجعل في القوارير، وكانت فاطمة تتبرك بتراب قبر حمزة عليه السلام، فجعلت منه مسبحة لها.. إضافة إلى أن الصحابة كانوا يأخذون تراب قبر النبي (ص) للبركة إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه، وقد جمع حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي الأحمدي كتابا ضخما أسماه: التبرك (تبرك الصحابة والتابعين بآثار الأنبياء والصالحين)، أورد فيه مئات النصوص الدالة على ذلك..
نعم.. مع ذلك نجد البعض يتحدث عن فائدة التبرك بقبر النبي الأعظم (ص) فيقول:
" ما الفائدة التي نستفيدها من أن نمسك الشباك، أو نمسك الحديد.. فكما قلنا هذا ليس حراما، كما يقول الآخرون، وليس ضروريا، فيمكن ترك ذلك " (1).
ويقول:
" ليس من الضروري أن يذهب إلى قرب الضريح ولا يعني إن مسك الضريح، أنه يمسك جسد النبي، يكفي الزيارة من المسجد، وأن يتصور الإنسان حياته.
وبهذا يمكن أن يحصل على ثواب الزيارة، مع الابتعاد عن القبر، وعن الزحام، وربما تكون الزيارة أكثر ثوابا وأجرا " (2).
ثم هو يدعو إلى تغيير الزيارات المرسومة، فيقول:
" قد ينبغي لنا أن نفكر بالعمل على تجديد الزيارات المرسومة للنبي محمد (ص)، أو للأئمة من أهل البيت (ع) باعتبار حاجة المرحلة المعاصرة إلى تربية الأمة على المفاهيم الإسلامية التي تفرضها حاجة الحركة الإسلامية العالمية " (3).
ونقول:
لو سلمنا الحاجة إلى تربية الأمة على المفاهيم التي تفرضها الحاجة في هذه المرحلة، فما الداعي إلى إلغاء الزيارات المرسومة التي تمثل ثوابت المذهب وتتحدث عنها..