إلى التهلكة لأن الله لم يرخص له ذلك، فأنت لا تملك حياتك لتملك الحرية في إنهاء حياتك. وربما تفرض المصلحة الإسلامية العليا أن تضرب عن الطعام لأن ذلك يمكن أن يحقق مشروعا عاما حيويا يمنح الناس الكثير من النتائج الإيجابية في حياتهم، فقد يجوز ذلك إذا كان لهذا المشروع من الأهمية ما يغلب المفسدة التي تحصل من الإضرار بالنفس.
أما الإضرار الذي يؤدي إلى التهلكة فلا نملك أساسا شرعيا، فيما نواجهه من حالات الاحتجاج، ما يمكن أن نرخص به الآخرين.
وأما في المطلق، أي إذا وصلت القضية إلى حد إما أن يسقط الواقع كله أو أن يضرب الإنسان عن طعام إضرابا انتحاريا - إذا صح التعبير - فذلك يكون نوعا من أنواع الجهاد، لأن الجهاد قد يجعلك تضحي بنفسك في ساحة المعركة السياسية. ولا بد في هذا من أن يحدده أهل الخبرة الذين يعون طبيعة التحرك والنتائج الإيجابية أو السلبية المترتبة عليه من جراء التحدي " (1).
ويقول:
" لذلك نحن نريد أن نتخفف من كل هذه التركة الثقيلة التي انطلقت من خلال عصور التخلف.
وأنا أصر من موقع فقهي، فكري، إسلامي مسؤول، ولو شتمني الشاتمون، ولو اتهمني المتهمون؛ لأن المسألة هي مسألة حركتنا الإسلامية في العالم، وقضية إشراقة الإسلام في العالم:
إن ضرب الرأس بالسيف تخلف.
إن ضرب الظهور بالسلاسل تخلف.
وإن اللطم - إذا لم يكن هادئا، عاقلا حزينا هو نوع من أنواع التخلف.
فللحزن تعبيره العقلاني، الذي لا يمثل مجرد حالة استعراضية، وإنما هي الحالة التي تملك تعبيرا عن الحزن الخ.. " (2).
ويقول:
" الشيخ الأنصاري وجماعة من العلماء يقولون: إن الإضرار بالنفس محرم، حتى لو لم يؤد إلى