القسم الأعظم من أحاديث النبي (ص) والأئمة (ع) لعدم جدواه. وذلك من أجل أن يصبح المجال مفتوحا أمام إستيحاءات حضارية، واستحسانات تقدمية لهذا أو ذاك من الناس. أما الأحاديث عن أهل البيت، بأسانيد صحيحة، أو معتبرة أو مؤيدة بالقرائن، فلا بد من إبعادها عن حياتنا الفكرية والثقافية كما يظهر مما يقوله هذا البعض.
3 - إننا نلاحظ أن هذا البعض الذي تجاهل الروايات الكثيرة التي تفسر الآية وتطبقها على علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.. وعجز عن رد هذه الروايات بطريقة علمية إلى أسلوب التنفير، بالاستفادة مما ارتكز لدى العوام في معنى كلمة " دابة " حيث إنهم لا يأخذون بمعناها اللغوي، بل يقصدون بها البهائم التي اعتادوها وألفوها، مع أن الله سبحانه وتعالى قد استعمل هذه في كتابه العزيز، وأراد بها ما يمثل الانسان، فهو يقول: (والله خلق كل دابة من ماء، فمنهم من يمشي على بطنه، ومنهم من يمشي على رجلين، ومنهم من يمشي على اربع) (1).
وقد فسر من يمشي على رجلين بالناس، وفسرت الدابة في اللغة بكل ما يدب على الأرض..
لكن هذا الرجل يرفض تفسير الدابة بما ورد عن الأئمة عليهم السلام، وبما تؤيده اللغة، مستفيدا - كما قلنا - من أسلوب التنفير للناس العاديين. الذين لم يعرفوا معنى هذه الكلمة من مصادره الصحيحة والمعتمدة، فهو يقول:
" تفسير (دابة الأرض):
ذهب العلامة " القمي " في تفسير قوله تعالى (فإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) (النمل - 82)، على أنها تخص علي (ع) آخر الزمان استنادا إلى حديث مجمله أنه (ص) دخل المسجد فوجد عليا مضطجعا وعند رأسه كومة رمل فدفعه قائلا " قم يا دابة الأرض " ثم التفت إليه وقال: يا علي إذا كان آخر الزمان بعثك الله فليس من ينصب به عدائك؟
يجب أن ندقق في الحديث لأنه ليس كل حديث يجب أن نأخذ به خصوصا إذا أردنا أن نعرضه على القرآن فدابة الأرض هو التعبير عن الدابة بخصوص اللفظ أما أن يعبر عن الإمام علي بالدابة فهذا تعبير لا ينسجم مع موقع الإمام (ع) لأن دابة الأرض هي حشرات الأرض وإذا أردنا أن نعظم الإمام علي (ع) فيجب أن نأتي بكلمة تليق به