يا ترى هو كذلك أو ان هذا مذهب شعري تبع فيه الشعراء في أنهم يقولون ما لا يفعلون فهو يقول:
يظن العدا اني مدحتك للغنى * وما الشعر عندي من كريم المكاسب ويقول:
فمن كان يبغي في المديح مواهبا * فان مديحي فيك بعض المواهب ولكنه يقول قبل هذا في نفس هذه القصيدة:
طويت إليك الباخلين كأنما * سريت إلى شمس الضحى في الغياهب وما شأن ذكر الباخلين من شاعر لا يطلب بمدحه نوالا حتى يقول إنه طواهم إلى الممدوح. ويقول:
أعرضت عن ذل الطلاب وربما * وجد المريح واخفق المكدود وسكنت في ظل النزاهة فليصن * مال البخيل رتاجه الموصود تشيعه يدل على تشيعه قوله من قصيدة كتب بها من القسطنطينية إلى بعض اخوانه على سبيل المداعبة كما في ديوانه:
أبلغ أبا الحسن السلام وقل له * هذا الجفاء عداوة للشيعة ولأجلسنك للقضية بيننا * في يوم عاشوراء بالشرقية حتى أثير عليك منها فتنة * تنسيك يوم خزانة الصوفية وقوله في ديوانه:
وقالوا قد تغيرت الليالي * وضيعت المنازل والحقوق وأقسم ما استجد الدهر خلفا * ولا عدوانه الا عتيق أ ليس يرد عن فدك علي * ويملك أكثر الدنيا عتيق وقوله في ناصر الدولة ابن حمدان الصغير:
كنتم بصفين أنصار الوصي وقد * دعا سواكم فما لبوا وما نصروا فهي الخلافة ما زالت منابرها * إلى سيوفكم في الورع تفتقر وذلك لانهم من ربيعة وقد بالغت ربيعة * في نصره ع بصفين وقوله من قصيدة يمدح بها أبا سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس:
لعمري لقد قاد ابن خان غليله * إلى منهل يلقى الردى في شروعه جزى الله خيرا عصبة أنزلت به * على حكم مصقول الغرار صنيعه أجابت ضريح المرتضى في غريه * وسرت ضريح المصطفى في بقيعه ويظهر من هذا الشعر ان ابن خان جرى له خطب مع بعض العلويين فلذلك كان من أنزله على حكم السيف قد سر المرتضى في غريه والمصطفى في بقيعه اي سر أولاد المصطفى المدفونين بالبقيع أو قال في بقيعه لمجاورة البقيع قبر المصطفى ص لا ان فيه قبره.
وحسبك في تشيعه قوله في علي ع:
ما لي أراك على علاك تناكرت * احقادها وتسالمت أضدادها أ على المنابر تعلنون بسبه * وبسيفه نصبت لكم أعوادها تلك الضغائن بينكم بدرية * قتل الحسين وما اشتفت احقادها وقوله فيه أيضا:
هيمت أفكار ذي الأفكار حين رأوا * آيات شانك في الأيام والعصر لك العبارة في النطق البليغ كما * لك الإشارة في الآيات والسور تصالح الناس الا فيك واختلفوا * الا عليك وهذا موضع الخطر أنت الدليل لمن حارت بصيرته * عليه في مشكلات القول والعبر أنت الغني عن الدنيا وزخرفها * إذ أنت سام على ما في قوى البشر وولدك الغر كالأبراج في فلك ال * معنى وأنت مثال الشمس والقمر أجل قدرك عن وصف ومتصف * أأنت في العين مثل العين في الصور مختارات من شعره الرثاء قال يرثي أبا الحسن علي بن محمد بن عيسى الكاتب وقد قتل وصلب من قصيدة:
عجلت عليه يد الحمام وعوده * ريان من خمر الشباب ومائه عجبا لحد السيف كيف أصابه * ومضاؤه في الروع دون مضائه ان يرفعوه فقد غنوا بعلائه * أو يشهروه فقد كفوا بثنائه أو يبدع الأعداء فيه سنة * للدهر جارية على نظرائه ذكر الغمام على ثراك علاقة * تجري بها العبرات من انوائه فلقد جفوتك رهبة ولربما * هجر الصديق وأنت في احشائه وقال يرثي جماعة من أهله وأصدقائه من قصيدة:
وإذا قتر البخيل فللأيام * في طي عمره تبذير سل بغمدان أين قاطنه سيف * وقل للنعمان كيف السدير عدل الدهر فيهم قسمة الجو * ر فلا عامر ولا معمور ان في جانب المقطم مهجو * را من أجلة تزار القبور ومقيما على المعرة تطو * يه الليالي وذكره منشور وضريحين بالعواصم مبذولين * والصبر عنهما محظور وغريبا بالدير بان له العيش * وغاض الندى ومات السرور صارم فلت النوائب حديه * وغصن تحت الثرى مهصور أيها الظاعنون لا زال للغير * ث رواح عليكم وبكور قد رأينا دياركم وعليها * اثر من عفاتكم مهجور وسألنا اطلالها فأجابت * ومن الصمت واعظ ونذير عرصات كأنهن ليال * فارقتها عند الكمال البدور تفهم الغافلين كيف يحول الدهر * عن عهده وكيف يجور يا ديار الأحباب غيرك الدهر * فكانت بعد الأمور أمور أين أيامنا بظلك والشمل * جميع والعيش غض نضير وسقاكم من السحاب صناع ال * كف يسدي في روضكم وينير كل غناء ينقضي الغيث عنها * ولها أعين من النور حور أشرقت فيه للشقيق خدود * وأضاءت من الأقاحي ثغور عم معروفه ففي كل واد * من أياديه روضة وغدير ما ارى الشعر كافيا في مرائيكم * ولكن قد ينفث المصدور وإذا ما أطلت فيه ولم يشف * غليلا فكله تقصير