الأمثال والحكم في شعره فلقد جفوتك رهبة ولربما * هجر الصديق وأنت في احشائه فقد شفى الغلة من يوسف * بعد طويل الحزن يعقوب وكم حبس القمري حسن غنائه * وقيدت البازي حجن المخالب وقد يبصر الرأي الفتى وهو عاجز * ورب حسام سله غير ضارب وما كنت لما اعرض البحر زاخرا * اقلب طرفي في جهام السحائب وإذا بعثت إلى السباخ برائد * يبغي الرياض فقد ظلمت الرائدا أ رأيت أضيع من كريم راغب * يدعو لخلته لئيما زاهدا عكس الأنام فان سمعت بناقص * فاعلم بان لديه حظا زائدا هيهات ما ترد المطالب نائما * عنها ولا تصل الكواكب قاعدا أتركت سرحك بالجزيرة مهملا * وعجبت كيف عدا عليه السيد وإذا وجدت العيش يعقب صفوه * كدرا فان شقيه لسعيد العمر حلم والليالي قلب * والبخل فقر والثناء خلود أبوك أبوهم ولولا الضياء * ما فضل القمر الفرقدا ان الأصول وان زكت أغراسها * لولا غصون فروعها لم تثمر يندى على عنت الزمان وكلما * صقل الحسام أفاض ماء الجوهر وأراد اخفاء الندى فاذاعه * لا يظهر المعروف ما لم يستر أضم لسعد شارد المجد والعلى * وسعد يراني بالتشاوس والشزر ومن المنى ما دونه أمد * لا يستقل بمثله العمر ولا ينال كسوف الشمس طلعتها * وانما هو فيما يزعم البصر وكم طالب أمرا وفيه حمامه * وسارية تسعى إلى ما يضيرها خطرات الزمان بؤس ونعمى * وفنون الاقدار نفعا وضرا هيهات ما شرف الأصول بنافع * حتى تكون ذوائب كمغارس ومن العجائب أن تكون قضية * يرضى الخصوم بها ويأبى القاضي هجرتك خوفا من بعاد يثيره * دنوي وبعض الشراهون من بعض وما الطعنة النجلاء الغراء في كل معرك * سوى الخطبة الغراء في كل مجمع ما أظهر الرأي لذي فكرة * فيه وما أكثر جهاله وقد خبرت عن نشب قليل * فهل خبرت عن خلق ذميم ليس من يعبد ربا واحدا * مثل من يشرك فيه الوثنا وكان المال آلى حلفة * لأهينن بخيلا لم يهني وليس يبين الود في اليسر انما * وفاء الفتى في لزبة الحدثان وان سنان الرمح ينجد كعبه * على بعده لأزجه المتداني الأمثال في شطر بيت فان الأباطح دون الذرى * كما تبع البدر شمس الضحى ومن دوحة المجد يجني الردى * وفي الأفق بدر الدجى ولم يزل المرء طوع الهوى * ولكنها سنة تقتفي والبشر مثل الحسن محبوب * والغيث مرجو ومرهوب وكل رأي الناس تجريب * وللدر معنى في نحور الكواعب فقد يؤخذ المولى بما صنع العبد * يجمع الأفق السهى والقمرا ومن الصمت واعظ ونذير * ولقد يطول الشئ حتى يقصرا ولرب امن كله حذر * ومن الكمال يحاذر القمر تعفو الكلوم وتبقى هذه السير * ما يحمد العود حتى يعرف الثمر وما قتل البيداء الا خبيرها * فان طليق العارفات أسيرها وما كل ضوء لاح من وضح الفجر * والنار لا تشتب حتى تحتضي ما كل ما ستر البدور محاق * ولربما تضع الفروع أصول وقد ينجو من القدر الذليل * وخير خليليك الذي كان أولا وجنى الفروع مخبر عن أصلها * والليث لا يسلم أغياله ويا رب عاطل وهو حالي * ان العطايا تمائم النعم وليس كل ضراب ان يراق دم * رب أمر ما نأى حتى دنا ويعلم صدق البرق بالهطلان * لقد خصمتك لو صرنا إلى حكم الأوصاف والتشبيه قال من قصيدة ذكر بعضها في المديح.
كان الدجى لما تولت نجومه * مدبر حرب قد هزمنا له صفا كان عليه للمجرة روضة * مفتحة الأنوار أو نثرة زغفا كان السهى انسان عين غريقة * من الدمع تبدو كلما ذرفت ذرفا كان سهيلا فارس عاين الوغى * ففر ولم يشهد طرادا ولا زحفا كان سنا المريخ شعلة قابس * تخطفها عجلان يقذفها قذفا كان أفول النسر طرف تعلقت * به سنة ما هب منها ولا أغفى كان نصير الملك سل حسامه * على الليل فانصاعت كواكبه كسفا المواعظ والحكم في ديوانه المطبوع عدة قصائد عنوانها وقال على طريقة الشعر المعروف باستغفر واستغفري وهذا العنوان لم نسمع به قبل رؤية هذا الديوان وكان المقصود به ما يشتمل على المواعظ فمن تلك القصائد قصيدة منها:
استغفر الله القدير وعذبه * من شر عاد في الخصام منافس وافعل جميلا لا يضيع صنيعه * واسمح بقوتك للضعيف البائس وأقنع ففي عيش القناعة نعمة * لا تتقي كف الزمان الخالس لا تركنن إلى المراء فإنه * سبب لكل تنافر وتنافس ضلت بنو غطفان فيه فقتلت * ساداتها غضبا للطمة داحس ألف البخيل مكاسه في ماله * والعر أنفق منه غير مماكس درسوا العلوم ليملأوا بجدالهم * فيها صدور مراتب ومجالس والحيرة البيضاء بدل آنسها * قدر اطاعته مدائن فارس هيهات ما شرف الأصول بنافع * حتى يكون ذوائب كمغارس لا تفخرن وان فضلت فبالتقى * ناضل وفي بذل المكارم نافس ومن تلك القصائد التي قالها على طريق الشعر المعروف باستغفر واستغفري قوله من قصيدة:
استغفر الله لا فخر ولا شرف * ولا وفاء ولا دين ولا أنف كأنما نحن في ظلماء داجية * فليس ترفع عن ابصارنا السجف تزيد بالبحث جهلا إذ طلبت هدى * وهل يضئ لعين المدلج السدف وقال على نفس الطريقة:
استغفر الله من تركي واخلالي * وهفوة خطرت لي مني على بالي قضيت عمري بدرس ما حظيت به * وكيف ينفع علم عند جهال وزاد زهدي في اني عرفتهم * فما اسيت على جاه ولا مال