قيدت بالياس عزمي عن مطالبه * فلتحمد الله أفراسي واجمالي وللقناعة عندي منة شكرت * والشكر أحسن اعظام واجلال قرنتها بثراء غير مكتسب * وعفة بين اكثار واقلال وما جعلت اغترابي للغنى سببا * إذا تفرع أقوام لاشغال قالوا جميلا ولكن قلما فعلوا * منه وصدقت أقوالي بافعالي الحق أبلج فاعرف من تنازعه * ودع وساوس أفكار وأقوال وللعداوة أسباب وأظهرها * فينا تباين أغراض وأشكال يكفيك قوتك مما أنت تدخره * وما يصونك من بيت وسربال وقال على نفس الطريقة أيضا:
استغفر الله سري في الهوى علن * وقد تنعت فقلت عندي المنن عرفت دهري فلم احفل بحادثة * فيه فلا فرح عندي ولا حزن وقد تصافى رجال لو كشفت لهم * سجية الناس خافوا كل من آمنوا يجري القضاء بما تعيا العقول به * وينصر الجهل حتى يعبد الوثن والظلم طبع ولولا الشر ما حمدت * في صنعة البيض لا هند ولا يمن ذممت دهرك إذ نابتك نائبة * بمثل ما تشتكيه يعرف الزمن خفض عليك فان العمر مخترم * والموت منتظر والحر ممتحن ولا يغرك خلق راق ظاهره * فليس تصدق لا عين ولا أذن صحبت قوما يعد الشر عندهم * حزما تشير به الآراء والفطن عموا عن الرشد واعتادت نفوسهم * فعل القبيح فظنوا أنه حسن رضيت عيشي فلا حرص ولا طمع * وصنت عرضي فلا عار ولا درن خف من جليسك واصمت ان بليت به * فالعي أفضل مما يجلب اللسن والتمس منه الوزير علم الدين ظهير الدولة أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الرحيم انفاذ قصائد من شعره فكتب إليه شيئا جعل منه هذه القصيدة وانفذها إلى حضرته بالجزيرة سنة 449.
يا حادي الاظعان أين تميل * هي وجرة وسؤالها تعليل ما هذه في الربع أول وقفة * وقفت لينشد قاتلا مقتول ومرنح في الكور تحسبه الصبا * غصنا يميد بمرها ويميل حملت إليه تحية ونسيمها * ابدا على دين الغرام دليل ما كنت تخبر قبلها عن هاجر * الا وطيبك شاهد مقبول وتبث ما كتم الأقاح ولو درى * ما كان منك لثغره تقبيل وفوارس ألفوا القنا فكانه * قبل الطعان ببوعهم موصول ذعروا الظلام فما يمر عليهم * الا وعقد نجومه محلول ومطوع ركب الخداع مطية * ما ظهرها فوق اللقاء ذلول كيف اهتديت لعامر ورعا لها * سدف وستر عجالها مسدول وبدت مخائلها لديك مضيئة * لو كان عندك للصباح دليل طلبوا النجاة فكان في أعمارهم * قصر وفي سمر الذوابل طول وحذار من كلأ الجزيرة انه * مرعى بأطراف الرماح وبيل صحت فليس سوى الجفون مريضة * فيها ولا غير النسيم عليل وثنى زعيم الدين فضل جماحها * فالليل فجر والرياح قبول نشوان يخطر للندى في هزة * علموا بها ان السماح شمول يغتال بادرة الخطوب بريثه * وينال اقصى الحزم وهو عجول ما كان يعلم قبل فيض نواله * ان الغمام إذا استهل بخيل شرف بنو عبد الرحيم عماده * ولربما تضع الفروع أصول قوم إذا نضب الكلام واظلمت * للناطقين خواطر وعقول شاموا مضارب ألسن عربية * تفري وماضي المرهفات كليل نسب هدى زهر النجوم منارة * وسواه قفر قرارة مجهول يا جامع الآمال وهي بدائد * ومروض الأيام وهي محول ما صدهم عنك الجفاء وانما * مالوا مع الأيام حيث تميل وغريبة زارت وما نبغي بها * الا الوداد فهل إليه سبيل الفخر والحماسة ومبدد في الفخر طارف ماله * حتى تلوت عليه مجدا تالدا مهلا فإنك ما تعد مباركا * خالا ولا تدعو سنانا والدا ان حاربوا ملأوا البلاد مصارعا * أو سالموا عمروا الديار مساجدا بيت له النسب الجلي وغيره * دعوى تريد أدلة وشواهدا وقال في صباه:
سلوا أعادي إذا كنتم * لم تقبلوا أقوال أشياعي هل رفعت في كرم راية * قصر عن إدراكها باعي تشبهه بالشريف الرضي كان المترجم يتشبه في شعره بالشريف الرضي ويحاول اتباع طريقته وان يحذو حذوه ويعارض بعض قصائده ويأخذ من معانيه وألفاظه فالشريف الرضي يقول:
لست للزهراء ان لم أرها * كوعول الهضب يعجمن اللجم والمترجم يقول:
لست من عدنان ان لم ترها * كذئاب القاع يرعين اللجم ويقول المترجم في تتمة هذه الأبيات:
كل نشوان يمادي عطفه * غصن البانة والرمح الأصم قد أغاروا فحووا ما بالقنا * من تمام وقوام وهضم يا بني قيلة لا تخدعكم * هجمة الليث إذا الليل هجم رب خل طمح الغي به * فوهبنا اللؤم فيه للكرم وابن عم قد بلونا سره * فلبسناه على ما قد كتم ان تريني بمضلات الغنى * احمل الجود على حكم العدم فأبي النفس عن ذل المنى * وخفيف الظهر من حمل النعم وقال في صباه وهي من أول شعره:
إليك عني فليس الخوف من شيمي * سنطرد الهم ما يسمو من الهمم اخذه من قول الشريف الرضي:
لا ألوم ان لازمني * فهموم المرء يبعثن الهم وقال:
إذا سررت فما ثغري بمبتسم * وان جزعت فما دمعي بمنسجم يا ناشد العز مطويا على ضمد * ما يدرك المجد بين الشاء والنعم كأنه ينظر إلى قول الشريف الرضي لا در درك كم نوم على ضمد * سقها ولو بطرير الغرب مسنون وقال: