عيسى بن حسن بن جمال الدين عيسى الشامي العاملي الجبيلي ثم الجبعي قد كان من أكابر علماء عصره وله شرح ممزوج بالمتن على الرسالة الاثني عشرية الصلاتية للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني وهو شرح لطيف وما أوردناه من نسبه هو الذي ذكره نفسه في أول ذلك الشرح ولكن قال في آخر ذلك الشرح هكذا: نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن حسن بن جمال الدين بن عيسى الجبيلي العاملي. ثم قال في الرياض ولا يخفى ان هذا الشيخ قد يعرف مرة بالشيخ نجيب الدين بن محمد بن مكي العاملي الجبيلي ومرة بعنوان الشيخ نجيب الدين بن محمد بن مكي بن عيسى بن الحسن العاملي ولا شك في اتحاد الكل اه وللشهيد الأول ولد اسمه ضياء الدين علي بن محمد بن مكي موافق للمترجم في الاسم واسم الأب والجد والنسبة بالعاملي مخالف له في غير ذلك.
مشايخه قد علم مما مر أن له مشايخ في القراءة والرواية وهم 1 الشيخ حسن صاحب المعالم 2 السيد محمد صاحب المدارك 3 الشيخ البهائي محمد بن الحسين. وهؤلاء مشايخه في القراءة والرواية أيضا 4 من مشايخه في الرواية أبوه، في الرياض هذا الشيخ يروي عن أبيه عن جده عن الشيخ إبراهيم الميسي عن والده الشيخ علي بن عبد العالي الميسي، وتارة يروي الشيخ نجيب الدين هذا عن والده عن جده لامه الشيخ محيي الدين الميسي عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي، وتارة عن أبيه السيد نور الدين عبد الحميد الكري عن الشهيد الثاني.
تلاميذه 1 ولده الشيخ محمد بن نجيب الدين علي الآتي ترجمته في بابها فإنه يروي عنه بالإجازة كما مر عن الأمل ان له اجازة لولده ولجميع معاصريه 2 السيد حسين المفتي بأصبهان، في الرياض يروي عن الشيخ نجيب الدين هذا جماعة منهم السيد حسين المذكور 3 الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يوسف ظهير الدين العاملي، في الرياض يروي عن هذا الشيخ كما يظهر من آخر وسائل الشيعة الشيخ أبو عبد الله المذكور وبتوسطه يروي عنه صاحب الوسائل اه.
مؤلفاته يفهم مما مر أن له من المؤلفات، 1 شرح اثنا عشرية صاحب المعالم تاريخ تاليفه سنة 1038 من الهجرة، وقال في أوله انه ليس لتلك الرسالة شرح سوى حاشية للشيخ البهائي على بعض مواضعه، ثم قال في الرياض لكن شرحه بعده الامام شرف الدين علي الشولستاني اه وقال المعاصر في الذريعة عليه شروح كثيرة وعد منها سبعة أحدها شرح المترجم 2 جمع ديوان صاحب المعالم 3 رسالة في حساب الخطائين 4 رحلته المنظومة التي مر انها نحو ألفين وخمسمائة 2500 بيت وهذه الرحلة كانت ضائعة في جملة ما ضاع من نفائس الآثار لعلماء جبل عامل إلى أن قيض الله لها أن وقعت في يدنا بعد 270 سنة من نسخها و 321 سنة من نظمها، وجدناها في جملة كتب مخطوطة من بقايا مكتبات جبل عامل التي سلمت من أيدي الناهبين ولم تصل إليها يد الطامعين ممن لا أخلاق لهم من أهله في هذا الزمان الذين يجوبون جبل عامل طولا وعرضا ويأخذون نفائس كتبه بدريهمات يسيرة فيبيعونها على الأغيار بأثمان لم تفدهم غنى ولا أغنتهم عن الكدية، وهذه الجملة التي أشرنا إليها قد اخنى عليها الدهر وعمل فيها الفأر والأرضة وماء السقوف وبينها مجموعة فيها عدة كتب وهي: ارشاد الطالبين إلى معرفة ما تشتمل عليه الكثرة في سهو المصلين تاليف محمد بن أحمد ابن سعادة فرع منه في سنة 819 وهو بخط محمد بن محمد بن مجير العاملي العنقاني فرع منه سنة 1092 وشرح لغريب الفصول النصيرية لركن الدين محمد بن علي الجرجاني للمقداد السيوري وهي بخط العنقاني أيضا فرع من نسخه سنة 1092 ونهج المسترشدين للعلامة الحلي والظاهر أنه بخط العنقاني أيضا والرحلة المشار إليها وهي بخط العنقاني أيضا كتبها سنة 1092 وتاريخ نظمها سنة 1041 فقد أرخها ناظمها بقوله في آخرها:
وجمعها تاريخه ختام فكلمة ختام تبلغ ذلك بحساب الجمل فيكون بين نظمها ونسخ العنقاني لها 51 سنة. والنسخة التي وجدناها من هذه الرحلة قد ذهب أولها وشئ من وسطها ولولا مناعة ورقها لأصبحت في خبر كان ولولا بيت فيها يدل على أن ناظمها اسمه نجيب الدين لما اهتدينا إلى اسم مؤلفها بسبب ذهاب أولها وقد نقل منها صاحب السلافة أبياتا يسيرة وهي بطرز عجيب، ففيها وصف رحلة إلى الهند واليمن وبلاد الشحر وإيران والعراق والحجاز ثم الرجوع إلى الشام وفي أثنائها مواعظ وحكم وآداب بعناوين كثيرة ولكن الذي وجدناه من هذه الأرجوزة بقرب من ألف وخمسمائة بيت يزيد عن ذلك قليلا أو ينقص عنه قليلا فيكون ما ذهب منها نحو ألف بيت.
شعره قال يرثي شيخه السيد محمد صاحب المدارك والشيخ حسن صاحب المعالم وبلغه وفاة الثاني وهو بالعراق وكان قد بلغه خبر وفاة الأول قبل ذلك وهو في سياحته كما أشار إليه في رحلته وذلك من جملة قصيدة منها:
هم غرة كانوا لجبهة دهرنا * ميمونة وضاحة غراء كانت ليالينا بهم مبيضة * ولفقدهم أيامنا سوداء جلت ماثر فضلهم وجلالهم * عن أن يحيط ببعضها أسماء ومكارم الافعال بعض صفاتهم * لكنها في غيرهم أسماء قبس المعالم ينتهي لزنادهم * ما زال منه القدح والايراء ان عد ذو فضل وعلم زاخر * فهم لعمري القادة العلماء ورثوا المكارم كابرا عن كابر * كبراء قد ولدتهم كبراء حبران ما لهما وحقك ثالث * واعلم بان الثالث العنقاء بحران ماؤهما فرات سائغ * وتزين ذلك رقة وصفاء بدرا دجى أفلا وحين تواريا * تاه الدليل وضلت الخبراء كم أوضحا معنى دقيقا غامضا * كانت عليه غشاوة وغطاء وكم استنار بهم طريق هداية * من قبل ما برحت به ظلماء من للمباحث بعدهم ان أشكلت * ان المباحث بعدهم أهواء من للفتاوى بعدهم ان أعوزت * ان الفتاوى بعدهم أراء من للتهجد والعبادة بعدهم * ان المساجد بعدهم قفراء جرح على جرح تفيض دماؤه * هذا لعمري المحنة الطخياء وبليت بعدهما برزء ثالث * كبدي له مقروحة حراء بصري وسمعي والفؤاد ومنيتي * ولدي دواء مصيبتي والداء وبقيت لا أستطيع وصف مدامعي * ولهيب ما قد ضمت الأحشاء