أرائد العلم مات اليوم باقره * وغاض من بحره الفياض زاخره لله ماض أنار الله مرقده * جد لغير التقى ما ارتاح خاطره قد شاء واختار رضوان الاله له * جوار مولى به يحظى مجاورة مضى حميدا وقد أبقى لنا خلفا * محمدا من به تحيا ماثره من فاز كهلا بنيل المكرمات ومن * شدت لكسب الثنا طفلا مازره نجم أضاء به نهج الهدى وزها * من بعد شمس الهدى للخلق زاهره من شد من أزره رب البرية من * عبد الحسين الأخ الميمون طائره والسيد السند المولى العلي أخا ال * فضل الجلي الذي جمت مفاخره من في اكتساب المعالي هم همته * ولم يزل طامحا للمجد ناظره ملاذنا من زكت غرسا أرومته * فرع الرسالة من طابت عناصره أنى يضعضع ركن الدين مصرعه * حاشاه والخلف المهدي عامره أدامه الله للاسلام معتمدا * يحمى به الثغر حيث الله ناصره وأرشد الله فيه الخلق مستندا * للحق ثابتة فيه أواصره لا حي يبقى فقم كيما نؤرخه * أرائد العلم مات اليوم باقره وله في السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي مدائح كثيرة يظهر من بعضها انه كان يعتقد أن عنده كتاب الجفر والجماعة وكرر في شعره طلب كتاب الجماعة منه، ونظن ان ذلك من التخيلات الوهمية وفعالات أهل ذلك العصر في اعتقادهم في السيد الطباطبائي، وكتاب الجفر والجماعة لا يوجد عنده ولا عند غيره.
فمن شعر المترجم قوله يمدح السيد مهدي ويطلب منه كتاب الجماعة:
يا سيدا أسياف أسلافه * لشوكة الترك غدت قامعه ومن هو المهدي أنوار أسرار * الهدى في وجهه لامعه إليك يشكو الهم ذو همة * ضالعة دون المدى خامعه أسير بلوى رغبة لم تصخ * للنصح منها أذن سامعه أضحت بعلم الحرف آماله * منوطة في سره طامعه جن بعلم الجفر يا سيدي * فأدرك المجنون بالجامعة وقال يمدحه ويطلب منه كتاب الجماعة أيضا بهذا الدو بيت:
مولاي ترى الرغبة والامر عجاب * في جامعة الجفر من العبد صواب فابسط أمل الراغب في بذلكها * مستحصلة تنطق بالشكر جواب وقال يمدحه أيضا ويطلب منه كتاب أنوار الربيع:
مولاي يا ابن السادة الغر الآلي * فرض من الله لهم عقد الولاء المصطفى والمرتضى وفاطم * والمجتبى والسبط ظامي كربلاء والعابد السجاد والباقر للعلم * والصادق في القول تلا والكاظم الغيظ وتاليه الرضا * ثم الجواد وابنه هادي الملا والعسكري وابنه خاتمهم * قائمهم فينا بأمر ذي العلا صلى عليهم من لهم على الورى * أوجب فرض الود مذ قالوا بلى وخص علياك بقربى رحم * منهم وناهيك به فخرا علاء كنت وعدت المخلص الجاني بأنوار * الربيع قبل في عصر خلا والوعد دين أنت أولى مقتدى * فيه بقول الله ان الله لا ولي هموم رغبة مجموعة * فيه وأنت للمهم ابن جلا وان تكن نسيت يا انسان عين * الدهر ما وعدت فيه أولا فهذه تذكرة نافعة * والله ذكر في الكتاب أنزلا هذا حديثي ولك الامر ولا * زلت لمن أصفى الوداد موئلا ودمت ما أسفر وجه أمل * أمل جدواك وما تهللا وقال يمدحه أيضا ويستنجزه كتاب أنوار اربيع:
إليك ابن البتول الطهر أشكو * هموما أشرقتني بالدموع أرى الاجمال فيها فاعف عني * عن التفصيل يا حسن الصنيع وأعظمها انفرادي ليس ترضى * مراجعتي ولا يجدي رجوعي أضعت حقوق اخوان أضاعوا * حقوقي فاعتزلت عن الجميع فصار لي الكتاب خليص أنس * أروض به الفؤاد عن النزوع فجد يا روض من وافاك راج * على الجاني فأنوار الربيع وله يرثي السيد محمد ابن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وقد توفي في حياة والده ويعزي والده عنه:
لك البقاء هي الدنيا قضى الباري * ان الردى في بنيها حكمه جاري لا حرز يمنع من ريب المنون ولا * عدوى عليها لمستعد بانصار يبني امرؤ يرتجي منها الوفا طمعا * على شفا جرف من غدرها هار لم يحترم صرفها من كان محترما * ولا رعت شأن ذي شأن ومقدار أم من راعت لمزايا فضله خطرا * ولم يرع من دواهيها باخطار وان في المصطفى طه وعترته * خير الأسى للمصاب العارف الداري لم ترع حرمته حتى قضى وشجت * قلب الوصي به ذي اللبدة الضاري وبالوصي دهت سبطيه مبكية * عينيهما بغزير الدمع مدرار ولوعت بالأسى وجدا على الحسن * الزاكي فؤاد الغريب النازح الدار وبالحسين شجت قلب العليل أخي * الحزن الطويل علي حجة الباري وأضرمت بفؤاد الباقر بن علي بعده * نار وجد في الحشا واري وكادت الصادق القيل الأمين به * والكاظم الغيظ فيه كيد غوار قضت فجارت وما بالعسكري رعت * شأن الأبي الغيور الآخذ الثار وان فيك لنا من بعده خلفا * به لدين الهدى تجديد آثار وان فيك إذا اشتقنا شمائله * هديا بهدي وأطوارا بأطوار فدمت حتى ترى أيام دورته * وكيف يطلب موتور بأوبار وكيف يقتص ممن جاء معتديا * على البرايا بأخذ الجار بالجار ممتعا من أياديه الجميلة في * صافي رحيق البقا من كل اكدار في نعمة ليس يطرو في متممها * عليك طول المدى الا إلهنا طاري ما رنح الغصن تغريد الحمام ضحى * وافتر زهر الربى من ثغر نوار وكتب إلى صديقه عبد الباقي كاتب ديوان الإنشاء ببغداد في عهد ولاية علي باشا كتخذا يتشوق إليه وهو في بلاد الجبل ويتوجد من فقدان أصحاب له وهو غير عبد الباقي العمري الذي كان كاتب ديوان الإنشاء ببغداد أيضا وأقدم منه وكان كاتبا ضليعا وشاعرا مجيدا وكانت له مع الشيخ علي زيني والشيخ محمد رضا النحوي مكاتبة:
عهدي بك طال وقاك الواقي * للنوم نفى والجفن حكى بدمعه المهراق * غيثا وكفى بعد وجفا وغربة بين رعاع * أهل الجبل الحظ مساعد به كل لكاع * خصم لعلي شأن خضعت لقاسم الأرزاق * فيه العرفا أعطى وكم أغفل ذا استحقاق * صبا دنفا