أيا ليت شعري ما أقول وانني * خبير بأقوال من العتب جمة أيحسن منكم ان تمر بقربنا * وتبخل في وصل علينا وزورة وتمنعني عن نظرة يشتفي بها * فؤاد محب صادق في المحبة وقد زرتكم من فرط شوقي إليكم * على بعد أسفاري قبيل أحبتي ألم تر إبراهيم من صدق وده * تشرفت فيه مرة بعد مرة وكان جديرا ان يزار بربعه * ولكنه سباق كل كريمة فيا رب متعنا بطول بقائه * وانبت به زرع الهدى في البسيطة واني لارضى صادق الود والوفا * وإن كان خصما حاكما في القضية وفي عمه نرضى وإن كان خصمنا * إذا كان هذا حظنا في البرية وناصيف أيضا نجلكم وابن عمه * وكل الورى من كل دين وملة وناهيك رب دونه كل حاكم * إذا وقف الخصمان يوم القيامة فيا ربنا احكم بيننا ثم نجهم * ومن عليهم يا كريم بتوبة على انني لا أدعي نقض ودهم * ولكن حظي ناقص في المودة فلما وصلت إلى الشيخ محمد الناصيف أجاب معتذرا عن التخلف وطالبا للحكومة عند الآغا فقال:
سلام وأشواق وخير تحية * إلى من سما في المجد أرفع رتبة أتاني كتاب منه كالمسك عرفه * تضمن ودا خالصا في المحبة وحقكم لست الذي مل صاحبا * ولا نقض ميثاق الأخلاء خلتي وتذكر مسعاك الشريف لدارنا * وزورة اخوان ولقيا أحبة وحكمت فينا صادق الود والولا * على أنه خصم لنا في الخصومة نعم ارتضي في حكمه كل عارف * وإن كان لي خصما وشيب بتهمة واحزم رأي ان نولي قضاءنا * كريما حليما عادلا في القضية أبا يوسف الشهم الهمام أخا العلى * أبا العرف من يرجى لكل ملمة سمي خليل الله يحكم بيننا * وحسبي به قاض إذا النعل زلت ذكرت وفاه مرة بعد مرة * وليس عجيبا فهو سباق غاية لئن كان هذا حاكما في قضائكم * وصادقنا المفتي لكم في الحقيقة ونجلي وصنوي شاهدين لديكم * علينا بتقصير فما وجه حيلتي وناهيك من رب البرايا محكما * على عاجز تعلوه أضعف نملة واني عن حق الصديق لعاجز * فكيف بحق الله باري البرية وما كان هذا الصد هجرا ولا قلى * ولكن ربي عالم كيف محنتي وأنت بقلبي ساكن بل بناظري * وودكم ذخري ليوم المثوبة وإذا ما جنى زيد فما عمرو غارم * وليس يجازى غير رب الجريرة زيارتكم فرض علينا وواجب * بها نرتجي الحسنى وتكفير زلة وحظكم واف من الله وافر * فلا غرو ان بلغت أرفع رتبة وسمع المرحوم الشيخ علي مروة أحد تلامذة جدنا بهاتين القصيدتين فعززهما بثالثة تتضمن الصلح فقال مخاطبا الجد أولا:
أيا سيدا أنشأ كتابا بطيه * عتاب على الماضي وترك الزيارة إلى الماجد الحر الذي في هواكم * يقاسي الجوى في كل حين وساعة سمي حبيب الله من خير سادة * له الشيمة الغرا وكل فضيلة هو البارع الندب الأديب أخو العلى * وفي صفي صادق في المحبة إذا رمت خلا في الأنام شبيهه * فلست الذي تلقاه بين البرية وأمست تحاكي المزن جودا يمينه * ويروي الصوادي ان شكت حر غلة ولكنه يعطي العطا وهو باسم * ويبكي سحاب المزن عند العطية وتبغي القضا من صادق الود والوفا * وقد كان خصما جانيا للجريرة وعم له ترضاه للحكم بينكم * وكل الورى من كل دين وملة وانك من نجليه ترضى شهادة * لدى عارف في الناس حكم الشريعة ويبغي لدى الندب الكريم حكومة * سمي خليل الله رب الحكومة أبو يوسف الليث الهمام أخو الحجى * كفيل اليتامى عند فقد الكفالة وأنت جدير بالقضاء وفصله * وأحرى به من دون كل البرية سليل النبي الهاشمي محمد * وهاد إلى نهج التقى والهداية فلا غرو ان فقت الأنام جميعها * فبالشمس يخفى النجم حين تجلت ولا زلت يا بحر العلوم مؤيدا * وتجلو دياجي المشكلات الخفية ومن نثره هذه المكاتبة جوابا عن كتاب:
سلام كانفاس الخزامي إذا باكرها الغيث تحدوه النعامى وسلام أوسع الدهر العبوس ابتساما يعربان عن شوق مبرح بمن لولاه لم أدر ما معنى الغرام.
دعوا لي أطباء الشام لينظروا * لداء دوي في الحشاشة واللب وهيهات ان يدروا بدائي ويعلموا * دوائي وما يغني الأطباء في الحب يطيلون جس النابضين ضلالة * ويسقونني كأسا من البارد العذب فضلوا عن الداء الدخيل لجهلهم * ولو علموا جسوا النوابض من قلبي هذا وبينما نحن على أحر من جمر الغضا نتعلل بلعل وعسى إذ ورد علينا الكتاب المستطاب المحتوي على النظم الرائق والنثر الفائق الحاكي قلائد العقيان على نحور الخرد الحسان فأين منه بشار ومهيار وحسان فنبه لوعات المشوق وأرقه وأجج في القلب نار الوجد المحرقة:
وسرى نسيمهم فقلت لمهجتي * يا نار مسك نافح فتأججي فحتام هذا البعد والنوى عمن لم يضمر السلوان ولا نوى وقد نسجنا في هذا المقال على منوال من قال:
إذا لم يكن في الحب عتب ولا جنى * فأين حلاوات الرسائل والكتب ومن شعره ما أرسله إلى أمير عصره عبد الله باشا المقدم ذكره:
أ فرعها أم ظلام الليل معتكر * ووجهها أم ضياء الصبح مشتهر ما ان رأيت ولا أذني به سمعت * شمسا تطلع من ازرارها قمر دنت فنفرها عن وصلنا نفر * واعتاد طرفي لما صدت السهر عهدي بها والتصابي غصنه نضر * ما ان تغيرها عن ودي الغير مت لعمري عقد الوصل حين رأت * بعارضي صباح الشيب ينتشر قالوا كبرت وغصن الحب منك ذوي * أجل ولكنما في الغاية الثمر والدمع من مقتلي والدر في فمها * ضدان جاءا فمنضود ومنتثر لها المودة ان صدت وان وصلت * فما لقلبي عنها اليوم مصطبر قالوا استعار الدجى من شعرها ومن آلوجه * استعارت سناها الأنجم الزهر فقلت مهلا فان الامر متضح * فما سواء عيان المرء والخبر ان التي تشرق الدنيا ببهجتها * شمس النهار وعبد الله والقمر مولى لنا في الدجى من وجهه قمر * وفي المحافل من ألفاظه درر سوار زند المعالي وابن بجدتها * وفرع آل بهم يستنزل المطر شهم إذا عاينت عيناك صورته * عاينت شخصا به قد جمع البشر لقد كسا العدل أثواب الشباب فما ال * فخار الا شذا في برده عطر