فادخلونا معهم إلى البلاد * بغاية الاكرام منهم والمدد وودعونا بدموع سائلة * لما أرادت ان تسير القافلة وشيعونا غير مختارينا * وهم لما نرغب كارهونا ثم مضينا مسرعين للسفر * نجد في اسجارنا وفي البكر عند الضحى المشهور بالغدير * وكان فيه منتهى المسير لكننا لما دخلنا البلدا * بها وجدنا عددا وعددا لما أتى عن أحمد آباد الخبر * بتفحها وشاع ذاك واشتهر وكان قد جاء إلى الديوان * شخص من الهندو بانياني وقال جيش المغل في ذا البهر (1) * قد دخل القلعة عند العصر قال له السلطان إن كان الخبر * كذبا فمن بطشي لا ترج المفر أجابه في السجن ضعني كي ترى * صدقي من كذبي وتدري ما جرى فما مضت من بعد ذاك مدة * الا وجاء من هناك عدة تخبر بالامر الذي أدعاه والناس في قيل وقال وفكر * والغربا من ذاك في أي ضجر كلهم في شاغل وشغل * للخوف من هجوم جيش المغل ليس لهم شغل عن الطريق * سوى خلو السرب والرفيق فمذ أتاح الله للناس الهرب * لم أتأخر عنهم خوف العطب غدوت أرجو بعد اطماعي الأول * سلامتي مما أخاف والقفل قلت قنوع المرء بالسلامة * أولي من الخسران والندامة ثم توجهنا بلا تواني * ثالث عشر من جمادى الثاني نحو حرون البلد الذي اشتهر * ببندر الهرموز ما بين البشر فكان ابان دخول البندر * ثالث عشرين رمضان الأنور من بعد أهوال عظام عدة * لم تخل انا طول تلك المدة وكل يوم نتوخى الغرقا * ولم نفارق قلقا وفرقا وأكثر الأيام في اجتماع * وفي البكا والخوف والوداع ولم تزل تصحبنا الدواهي * وحتى دخلناها بحمد الله وأخبرونا أهل ذاك البلد * بفوت مولانا الشريف السيد (2) فكانت المصيبة العظيمة * والحسرة المؤلمة الجسيمة ومنذ سافرنا لنحو اللار * نجد في الليل وفي النهار لما دخلنا البلد المذكورة * بها أقمنا مدة يسيره ثم مضينا بعد تلك المدة * لأصفهان ودخلنا القعدة في آخر الشهر إلى أن مضى * شهر ربيع الجميع ومضى وفي خلال المدة المذكورة * في أصفهان البلد المشهورة كانت لنا أوقات صفو وصفا * لو أمور لم يكن فيها خفا وراحة تزري بفعل الراح * في اللطف والسرور والافراح ونشاة بجملة العلوم * ورائق المنثور والمنظوم فوقعت ما بيننا مسامرة * يوما إلى أن أدت المذاكرة لذكر أبيات لبعض الفضلاء (3) * فواحد من الحضور سالا مني أبياتا بذاك الوزن * ولم يكن يقبل عذار مني فقلت بعد الاعتراف بالحصر * وما بباعي من قصور وقصر عدة أبيات بتلك القافية * واللفظ والمعنى لها مضاهيه وجاءني يوما أمير في طلب * كتابة لخلف بن مطلب كتابة بمثله تليق * ونثرها ونظمها رقيق نظما كتبنا فيه ثم نثرا * في الغرض المطلوب يحكي الدرا ثم مضينا نحو مولانا الرضا * عليه من ربي السلام والرضا أول يوم من ربيع الثاني * راجين منه الفوز بالأماني وهنا سقط من الأصل المنقول عنه ورقة أو أكثر فأثبتنا الباقي، ويظهر من هذا الباقي ان الكلام كان في كرامة لأهل البيت ع على يد رجل جامي بلغت الناظم وهو في المشهد الرضوي المقدس وهذا هو الموجود بعد الساقط:
فاخر السلطان عنه بالخبر * فجاء في أسرع من لمح البصر واجتمعت لنحوه خلائق * من كل فج سابق ولاحق فحين فاوضوه في الكلام * من أي قطر هو قال جامي وحوله جماعة من بلده * تخبر عن محتده ومولده وصدق ما قال وما أدعاه * في كل ما قال وفي عماه فامر له الشاة في الحال * بحمل أثواب وبعض مال من بعد أن أراد بعض الناس * نزع الذي عليه من لباس وكاد لولا بعض أرباب الدول * ان يتركوه عاريا من الحلل ولم يكن الا عن الحسين * شهرة هذا قبل رؤيا العين وكنت ما بيني وبين نفسي * أجيل فيه فكرتي وحدسي ولم أزل أعجب منه حتى * رأيت ما قلت وما سمعتا لان هذا ليس في طوق البشر * وليس تقواه القوى ولا القدر هذا لمن يكون في الحياة * فكيف من يعد في الأموات والآن قد صار لدينا ظاهرا * ومع ذا قد بلغ التواترا وفيه أيضا حجة جليه * على كمال ذاته العلية لمنكر لفضلهم وجاحد * لحقهم وحاسد معاند سبحان من خصهم بالفضل * والعلم والكمال بعد الرسل وفي خلال الزمن المذكور * في المشهد المقدس المبرور كنا ببستان جلوسا إذ هجم * شخص من الأعيان من أهل العجم قال إلى الشام ذاهبونا * وحج بيت الله قاصدونا إذا كتبتم لهناك رقعة * نوصلها على سبيل السرعه ولم يكن الا مداد احمر * وورق وهو رقيق أصفر وبعد أكملناه بالسواد * وكان ذاك غاية المراد ثم دفعناه إليه ومضى * ملتسما منا الدعاء عند الرضا كتبته ثاني شهر الصوم * في القرب من زوال ذاك اليوم وكان قد جاء إلي سيد * ممجد مسدد مؤبد بهمة قوية عليه * يأمر ان أخمس النونيه قصيدة الأستاذ شيخ العصر * محقق الوقت فريد الدهر (4) ولم نزل فيه إلى شوال * وفيه أزمعنا على الترحال والعود للبلاد والأوطان * وكان ان جشنا لأصفهان أول شهر الحجة الحرام * وكان فيها مدة المقام إلى ابتدا شهر جمادى الآخرة * لكننا ننتظر المسافرة ولم نجد من قاصد للسفر * الا أناسا نحو ارض ششتر فقلت نمضي معهم ونذهب * منها إلى بغداد فهو أنسب