أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج ٨ - الصفحة ٢٥٩
لقد عمهوا ما انزل الله فيكم * كان كتاب الله فنهم محجحج (1) الا خاب من أنساه منكم نصيبه * متاع من الدنيا قليل وزبرج أ بعد المكنى بالحسين شهيدكم * تضئ مصابيح السماء فتسرج لنا وعلينا لا عليه ولا له * تسحسح أسراب الدموع وتنشج وكيف نبكي فائزا عند ربه * له في جنان الخلد عيش مخرفج (2) فان لا يكن حيا لدينا فإنه * لدى الله حي في الجنان مزوج وكنا نرجيه لكشف عماية * بأمثاله أمثالها تتبلج فساهمنا ذو العرش في ابن نبيه * ففاز به، والله أعلى وأفلج أ يحيى العلى لهفي لذكراك لهفة * يباشر مكواها الفؤاد فينضج لمن تستجد الأرض بعدك زينة * فتصبح في اثوابها تتبرج سلام وريحان وروح ورحمة * عليك وممدود من الظل سجج ولا برح القاع الذي أنت جاره * يرف عليه الأقحوان المفلج ويا أسفي ان لا ترد تحية * سوى ارج من طيب رمسك يأرج الا انما ناح الحمائم بعد ما * ثويت وكانت قبل ذلك تهزج الا أيها المستبشرون بيومه * أظلت عليكم غمة لا تفرج أكلكم امسى اطمأن مهاده * بان رسول الله في القبر مزعج فلا تشتموا وليخسأ المرء منكم * بوجه كان اللون منه اليرندج (3) فلو شهد الهيجا بقلب أبيكم * غداة التقى الجمعان والخيل تمعج لأعطى يد العاني أو ارتد هاربا * كما ارتد بالقاع الظليم المهيج (4) ولكنه ما زال يغشى بنحره * شبا الحرب حتى قال ذو الجهل: أهوج وحاش له من تلكم، غير أنه * أبى خطة الأمر الذي هو اسحج وأين به عن ذاك؟ لا أين، انه * إليه بعرقيه الزكيين محرج كأني به كالليث يحمي عرينه * وأشباله لا يزدهيه المهجهج كدأب علي في المواطن قبله * أبي حسن، والغصن من حيث يخرج كأني أراه والرماح تنوشه * شوارع كالأشطان تدلى وتخلج كأني أراه إذ هوى عن جواده * وعفر بالترب الجبين المشجج فحب به جسما إلى الأرض إذ هوى * وحب بها روحا إلى الله تعرج أأرديتهم يحيى ولم يطو أيطل * طرادا ولم يدبر من الخيل منسج تأتت لكم فيه منى السوء هينة * وذاك لكم بالغي أغرى وألهج تمدون في طغيانكم وضلالكم * ويستدرج المغرور منكم فيدرج اجنوا بني العباس من شنآنكم * وأوكوا على ما في العياب وأشرجوا وخلوا ولاة السوء منكم وغيهم * فأحربهم ان يغرقوا حيث لججوا نظار لكم ان يرجع الحق راجع * إلى أهله يوما، فتشجوا كما شجوا على حين لا عذرى لمتذريكم * ولا لكم من حجة الله مخرج فلا تلقحوا الآن الضغائن بينكم * وبينهم ان اللواقح تنتج غررتم لئن صدقتم ان حالة * تدوم لكم والدهر لونان اخرج لعل لهم في منطوى الغيب ثائرا * سيسمو لكم، والصبح في الليل مولج أ في الحق ان يمسوا خماصا وأنتم * يكاد اخوكم بطنة يتبعج وتمشون مختالين في حجراتكم * ثقال الخطى أكفالكم تترجرج وليدهم بادي الضوى ووليدكم * من الريف ريان العظام خدلج بنفسي الالى كظتهم حسراتكم * فقد علزوا قبل الممات وحشرجوا (5) وعيرتموهم بالسواد، ولم يزل * من العرب الا محاض أخضر أدعج ولكنكم زرق يزين وجوهكم * بني الروم! ألوان من الروم نعج أبى الله الا ان يطيبوا وتخبثوا * وان يسبقوا بالصالحات ويفلجوا وان كنتم منهم وكان أبوكم * أباهم فان الصفو بالرفق يمزج وقال في أهل أبيت:
ان يوال الدهر أعداء لكم * فلهم فيه كمين قد كمن خلعوا فيه عذار المعتدي * وغدوا بين اعتراض وارن (6) فاصبروا يهلكهم الله لكم * مثل ما أهلك اذواء اليمن قرب النصر فلا تستبطئوا * قرب النصر يقينا غير ظن ومن التقصير صوني مهجتي * فعل من اضحى إلى الدنيا ركن لا دمي يسفك في نصرتكم * لا ولا عرضي فيكم يمتهن غير اني باذل نفسي وان * حقن الله دمي فيما حقن ليت اني غرض من دونكم * ذاك أو درع يقيكم ومجن أ تلقى بجبيني من رمى * وبنحري وبصدري من طعن ان مبتاع الرضي من ربه * فيكم بالنفس لا يخشى الغبن وله في رثاء شبابه:
أ بين ضلوعي جمرة تتوقد * على ما مضى أم حسرة تتجدد خليلي ما بعد الشباب رزية * يجم لها ماء الشؤون ويعتد فلا تلحيا للجلد يبكي فربما * تفطر عن عين من الماء جلمد شباب الفتى مجلودة وعزاؤه * فكيف وانى بعده يتجلد وفقد الشباب الموت يوجد طعمه * صراحا، وطعم الموت بالموت يفقد رزئت شبابي عودة بعد بدأة * وهن الرزايا بادئات وعود سلبت سواد العارضين وقلبه * بياضهما المحمود إذ انا أمرد وبدلت من ذاك البياض وحسنه * بياضا ذميما لا يزال يسود لشتان ما بين البياضين معجب * أنيق ومشنوء إلى العين أنكد وكنت جلاء للعيون من القذى * فقد جعلت تقذى بشيبي وترمد هي الأعين النجل الذي كنت تشتكي * مواقعها في القلب والرأس اسود فما لك تأسى الآن لما رأيتها * وقد جعلت مرمى سواك تعمد تشكى إذا ما أقصدتك سهامها * وتأسى إذا نكبن عنك وتكمد كذلك تلك النبل من وقعت به * ومن صرفت عنه من القوم مقصد إذ عدلت عنا وجدنا عدولها * كموقعها في القلب بل هو اجحد تنكب عنا مرة فكانما * منكبها عنا إلينا مسدد كفى حزنا ان الشباب معجل * قصير الليالي والمشيب مخلد إذا حل جارى المرء شاو حياته * إلى أن يضم المرء والشيب ملحد ارى الدهر اجرى ليله ونهاره * بعدل فلا هذا ولا ذاك سرمد وجار على ليل الشباب فضامه * نهار مشيب سرمد ليس ينفد وعزاك عن ليل الشباب معاشر * فقالوا نهار الشيب اهدى وارشد وكان نهار المرء اهدى لسعيه * ولكن ظل الليل اندى وابرد أأيام لهوي هل مواضيك عود * ولهل لشباب ضل بالأمس منشد أقول وقد شابت شواتي وقوست * قناتي واضحت كدنتي تتحدد ولذت أحاديثي الرجال وأعرضت * سليمى وريا عن حديثي ومهرد وبدل اعجاب الغواني تعجبا * فهن روان يعتبرن وصدد

(1) جلد أو طلاء اسود.
(2) مجج الكتاب لم يبين حروفه.
(3) ناعم واسع.
(4) زلج تقدم.
(5) فلو نزل يحيى لمعترك وقلبه متخوف كقلب أبيكم لسلم نفسه للاسر أو ولى هاربا كما يهرب النعام.
(5) علز اخذه القلق والهلع.
(7) الارن النشاط واظهار القوة.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست