العدوي وقد رأيت أبا الحسن بن حماد الشاعر رحمه الله اه والظاهر أن رؤية النجاشي له كانت في وقت لم يكن النجاشي قابلا للرواية عنه لصغر النجاشي ولهذا روى عن شيخه ابن الغضائري عن ابن حماد ويؤيده ما سيأتي من أن ابن حماد كان معاصرا للصدوق وكانت ولادة النجاشي قبل وفاة الصدوق بعشر سنين. وقال العلامة البهبهاني في التعليقة: علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي أبو الحسن بن حماد الشاعر رحمه الله مر في عبد العزيز بن يحيى عن الشيخ الترحم عليه وانه رآه، وهو شيخ اجازة الحسين بن عبيد الله الغضائري اه واسناد الترحم والرؤية إلى الشيخ من سبق القلم وان وجد ذلك بخط الشيخ لان الذي ترجم عليه وذكر انه رآه هو النجاشي كما مر وفي ايضاح الاشتباه: علي بن حماد بن عبيد الله بالياء بن حماد العدوي بالعين المهملة والدال المهملة المفتوحة رأيت بخط السعيد صفي الدين محمد بن معد الموسوي هذا هو ابن حماد صاحب هذه الاشعار إلي تبرح بها الناحية في المشاهد الشريفة وغيرها رحمه الله اه وهكذا في نسخة مخطوطة عندي معارضة بنسخة ولد ولد المصنف تبرح بها الناحية ومعناه غير واضح وفي بعض النسخ تنوح بها النائحة. ولعله اصلاح، وفي رياض العلماء تفوح بها الفائحة ومعناه أيضا غير ظاهر ولعله تصحيف.
وفي رجال أبي علي رأيت بخط بعض الأذكياء هكذا: علي بن حماد الشاعر المعروف بابن حماد البصري كان من أكابر علماء الشيعة وشعرائهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه وأشعاره في شأن أهل البيت ع وقصائده في مدائح الأئمة ع ومراثيهم ولا سيما في مراثي الحسين ع مشهورة وفي كتب الأصحاب وخاصة في كتاب مناقب ابن شهرآشوب وفي كتاب المنتخب في المراثي والخطب للشيخ فخر الدين الرماحي المعاصر مذكورة اه وفي رياض العلماء الشيخ أبو الحسن علي بن حماد بن عبيد الله العبدي العدوي الاخباري البصري الشاعر المعروف بابن حماد الشاعر كان من قدماء الشعراء والعلماء وهو مذكور في كتب الرجال اه.
وقال أيضا: يظهر من كتاب المجدي في النسب للسيد أبي الحسن علي بن محمد الصوفي الفاضل المعاصر للسيد المرتضى انه يروي عن ابن حماد الشاعر هذا يعني المترجم بواسطة واحدة بعض أشعاره في الإمامة فعلى هذا فابن حماد هذا في درجة الصدوق اه.
وفي مجالس المؤمنين ما ترجمته: أبو الحسن علي بن عبيد الله بن حماد العدوي أو العبدي (1) البصري رحمه الله تعالى كان شاعرا أديبا فاضلا ذكره النجاشي في كتاب الرجال في ترجمة أبي احمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي الأزدي البصري الذي هو من أكابر محدثي الامامية وقال إن بعض أساتيذنا يروي كتب الجلودي عن علي بن حماد الشاعر واستشهد الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره بعدة مقاطيع من شعره ثم احتمل صاحب المجالس ان يكون علي بن حماد اثنين أحدهما الراوي عن الجلودي والثاني الأزدي البصري كما وجده في بعض المجاميع في عنوان بعض قصائده وقال إنه في حال التأليف لم يكن له مجال إلى تحقيق الحال في ذلك، قال وعلى كل حال فكلاهما من مداحي أهل البيت والمخلصين في محبتهم اه أقول وصفه بالأزدي يقوي احتمال كونهما اثنين أحدهما عبدي أو عدوي والآخر أزدي وكلاهما بصري وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين فقال: أبو الحسن علي بن حماد بن عبيد العبدي الاخباري البصري ورد عن بعض الصادقين ع أنه قال تعلموا شعر العبدي فإنه على دين الله ويقال انه لم يذكر بيتا الا في أهل البيت ع اه وحكاه عنه بلفظه صاحب أمل الآمل مقتصرا عليه وهو اشتباه يقينا فان هذا الحديث رواه الكشي عن الصادق ع في سفيان بن مصعب كما مر في ترجمته ولا مجال لاحتمال ان يكون ابن شهرآشوب أراد ببعض الصادقين بعض العلماء الثقات كما في رياض العلماء مؤيدا له بأنه لم يعقبه بقوله ع مع اعترافه بان ظاهر سياق الكلام يقتضي إرادة أحد الأئمة ع فان لفظة التسليم موجودة في النسخ والإشارة به إلى حديث الكشي لا ينبغي الشك فيه ولا يمكن ان يكون الصادق ع أراد بالعبدي في هذا الحديث علي بن حماد ولو سلمنا انه عبدي أيضا لأنه إذا كان ابن حماد هذا قد رآه النجاشي المتوفي سنة 540 وأجاز والد ابن الغضائري المعاصر للنجاشي وكان معاصرا للصدوق كما سمعت ذلك فكيف يمكن ان يكون معاصرا للصادق ع سنة 148 أو متقدما عليه حتى يقول تعلموا شعر العبدي وانما ذلك سيف أو سفيان بن مصعب العبدي الشاعر الذي كان من أصحاب الصادق ع كما في ترجمته وذكره في علي بن حماد سهو نشأ من اشتراك كل منهما مع الآخر في كونه عبديا والغفلة عن الطبقة مع أن كون علي بن حماد عبديا ليس بثابت وفي أكثر العبارات انه عدوي كما عرفت على أن ابن شهرآشوب نفسه ذكر سفيان بن مصعب العبدي في أصحاب الصادق ع ونسب في المناقب أشعارا لابن حماد واخرى للعبدي مما يدل على أنهما عنده اثنان.
مشائخه يروي عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي.
تلاميذه يروي عنه الحسين بن عبيد الله الغضائري والد صاحب الرجال ويروي عنه النجاشي بواسطة الحسين بن عبيد الله الغضائري حيث قال النجاشي أجازنا جميع رواياته عن شيوخه، ومن شيوخه علي بن حماد ويروي عنه أيضا صاحب المجدي المعاصر للنجاشي بواسطة واحدة كالنجاشي.
أشعاره له أشعار كثيرة في أهل البيت ع وقد سمعت ما قيل إنه لم يذكر بيتا الا فيهم ع لكن ظهر مما مر ان ذلك القول في سفيان بن مصعب لا فيه فمن شعره قوله كما في مجالس المؤمنين:
ضل الأمين وصدها عن حيدر تالله ما كان الأمين أمينا يريد الأمين من قيل فيه انه امين هذه الأمة يوم السقيفة لا يوم الشورى كما توهم أبو علي في رجاله والضمير في صدها للخلافة، وأدى سوء الاعتقاد بالشيعة من خصومهم ومن يحب الاسراع إلى الوقيعة فيهم إلى نسبة هذا الشعر إلى بعض غلاة الشيعة الزاعمين انه تعالى ارسل جبرائيل بالنبوة إلى علي فضل وأداها إلى النبي ص كما يحكي نسبة ذلك إلى بعض