بمعترك ضنك ترى قصد القنا * به والضباع العرج تعكف كالشرب كان مجال الخيل في حجزاته * وغمغمة الأبطال معركة الحرب أ ليس أبونا هاشم شد أزره * وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب ولسنا نمل الحرب حتى تملنا * ولا نشتكي مما ينوب من النكب ولكننا أهل الحفائظ والنهى * إذا طار أرواح الكماة من الرعب وقوله:
ترجون منا خطة دون نيلها * ضراب وطعن بالوشيج المقوم ترجون أن نسخى بقتل محمد * ولم تختضب سمر العوالي من الدم كذبتم وبيت الله حتى تفلقوا * جماجم تلقى بالحطيم وزمزم وتقطع أرحام وتنسى حليلة * حليلا ويغشى محرم بعد محرم وينهض قوم في الحديد إليكم * يذودن عن أحسابهم كل مجرم على ما مضى من مقتكم وعقوقكم * وغشيانكم في أمركم كل ماثم وظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى * وأمر أتى من عند ذي العرش قيم فلا تحسبونا مسلميه فمثله * إذا كان في قوم فليس بمسلم فهذي معاذير مقدمة لكم * لئلا يكون الحرب قبل التقدم وقوله:
فلا تسفهوا أحلامكم في محمد * ولا تتبعوا أمر الغواة الأشائم تمنيتم أن تقتلوه وإنما * أمانيكم هذي كأحلام نائم وإنكم والله لا تقتلونه * ولما تروا قطف اللحى والجماجم زعمتم بانا مسلمون محمدا * ولما نقاذف دونه ونزاحم من القوم مفضال أبي على العدى * تمكن في الفرعين من آل هاشم أمين حبيب في العباد مسوم * بخاتم رب قاهر في الخواتم يرى الناس برهانا عليه وهيبة * وما جاهل في قومه مثل عالم نبي أتاه الوحي من عند ربه * فمن قال لا يقرع بها سن نادم وقوله وقد غضب لعثمان بن مظعون الجمحي حين عذبته قريش ونالت منه:
أ من تذكر دهر غير مأمون * أصبحت مكتئبا تبكي كمحزون أم من تذكر أقوام ذوي سفه * يغشون بالظلم من يدعو إلى الدين أ لا ترون أذل الله جمعكم * انا غضبنا لعثمان بن مظعون ونمنع الضيم من يبغي مضيمتنا * بكل مطرد في الكف مسنون ومرهفات كان الملح خالطها * يشفى بها الداء من هام المجانين حتى تقر رجال لا حلوم لها * بعد الصعوبة بالأسماح واللين أ وتؤمنوا بكتاب منزل عجب * على نبي كموسى أو كذي النون وجاء في الخبر أن أبا جهل بن هشام جاء مرة إلى رسول الله ص وهو ساجد وبيده حجر يريد أن يرضخ به رأسه فلم يستطع فقال أبو طالب في ذلك:
أفيقوا بني عمنا وانتهوا * عن الغي من بعض ذا المنطق وإلا فاني إذا خائف * بوائق في داركم تلتقي كما ذاق من كان من قبلكم * ثمود وعاد ومن ذا بقي غداة أتتهم بها صرصر * وناقة ذي العرش إذ تستقي غداة يعض بعرقوبها * حسام من الهند ذو رونق فحل عليهم بها سخطة * من الله في ضربه الأزرق وأعجب من ذاك في أمركم * عجائب في الحجر الملصق بكف الذي قام من حينه * إلى الصابر الصادق المتقي فأثبته الله في كفه * على رغمه الخائن الأحمق وقد اشتهر عن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد أنه كان يقول أسلم والله أبو طالب بقوله:
نصرت الرسول رسول المليك * ببيض تلألأ كلمع البروق أذب وأحمي رسول الإله * حماية عم عليه شفيق وما أن أدب لأعدائه * دباب البكار حذار الفنيق ولكن أزير لهم ساميا * كما زار ليث بغيل مضيق ومن شعره المشهور قوله:
أنت النبي محمد * قرم أغر مسود لمسودين أكارم * طابوا وطاب المولد نعم الأرومة أصلها * عمرو الخضم الأوحد هشم الرميكة في الجفا * ن وعيش مكة أنكد فجرت بذلك سنة * فيها الخبيزة تثرد ولنا السقاية للحجيج * بها يماث العسجد والمأزمات وما حوت * عرفاتها والمسجد إني تضام ولم أمت * وأنا الشجاع العربد وبطاح مكة لا يرى * فيها نجيع أسود وبنو أبيك كأنهم * أسد العرين توقد ولقد عهدتك صادقا * في القول لا تتزيد ما زلت تنطق بالصواب * وأنت طفل أمرد وجاء في السيرة وذكره المؤرخون أن عمرو بن العاص لما خرج إلى بلاد الحبشة ليكيد جعفر بن أبي طالب وأصحابه عند النجاشي قال:
تقول ابنتي أين أين الرحيل * وما البين مني بمستنكر فقلت دعيني فاني أمرؤ * أريد النجاشي في جعفر لأكويه عنده كية * أقيم بها نخوة الأصعر وإن انثنائي عن هاشم * بما أسطعت في الغيب والمحضر وعن عائب اللات في قوله * ولولا رضا اللات لم نمطر وإني لأشنى قريش له * وإن كان كالذهب الأحمر فكان عمرو يسمى الشانئ ابن الشانئ لأن أباه كان إذا مر عليه رسول الله ص بمكة يقول والله إني لأشناك وفيه أنزل أن شانئك هو الأبتر فكتب أبو طالب إلى النجاشي شعرا يمدحه ويحرضه فيه على إكرام جعفر وأصحابه والأعراض عما يقوله عمرو فيهم يقول فيه:
ألا ليت شعري كيف في الناس جعفر * وعمرو وأعداء النبي الأقارب وهل نال إحسان النجاشي جعفرا * وأصحابه أم عاق عن ذاك شاغب تعلم خيار الحبش إنك ماجد * كريم فلا يشقى لديك المجانب تعلم بان الله زادك بسطة * وأسباب خير كلها لك لازب وعن علي ع أنه قال قال لي أبي يا بني الزم ابن عمك فإنك تسلم به من كل باس عاجل و آجل ثم قال لي:
إن الوثيقة في لزوم محمد * فاشدد بصحبته علي يديكا